اخر الأخبار

الأحد، نوفمبر 29، 2009

جدد حياتك فى العيد



جدد حياتك في العيد

جمال ماضي

عيد الإسلام
منذ لحظة إطلالة يوم النحر , وهي تذكر الأمة بعيد الأضحي , ثم أيام التشريق , التي هي أيام عيد أهل الإسلام , فكما هي أيام أكل وشرب , هي أيام قربي من الله , لارتباطها بعبادة الحج , وهذه اللحظة فيها حيوية الأمة , يجب إحياؤها , لأن فيها ميلاد جديد للأمة .
حيث يأتي التكبير بالصيغ الواردة عن النبي صلي الله عليه وسلم : الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر ولله الحمد , لتذكر الأمة بالتأسي بأكمل البشر صلى الله عليه وسلم .
فمن إسلام هذا اليوم ، أنه يوم الحج الأكبر ، وهو آخر الأيام المعلومات ، وأول الأيام المعدودات ، في هذا اليوم يشترك الحجاج وغير الحجاج بالأضاحي تقرباً إلى الله عز وجل ، قال تعالى : لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم , لتتعلم الأمة كيف تحقق التقوى في كل أعمالها .
ومن إسلام هذا اليوم أن وقت ذبح الأضاحي بعد الانتهاء من صلاة العيد ، ويمتد إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من أيام التشريق ، ومن ذبح قبل الصلاة فهي ليست بأضحية ، قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ أَوْ نُصَلِّيَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى ، وَمَنْ كَانَ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ [ متفق عليه ] , وذلك حتي تنعم الأمة بإسلام الوجه في حياتها , حيث يتحول الأكل والشرب إلى عبادة .
ومن إسلام هذا اليوم وسنته , أن يجتمع المسلمون بكل شرائح المجتمع في صلاة بالخلاء , لتبدأ حياتهم الجديدة , بتهنئة نبوية رقيقة : تقبل الله منا ومنكم , لتتذكر الأمة أن قبول العمل من الله يحتاج إلى الاجتهاد والتشمير والنشاط والحركة .
عيد العمل
فحياة الأمة بالعمل , ولذلك يأتي العيد بمجموعة من الأعمال , فيتزود المسلم بطاقة تؤهله لبداية عمل مستمر , واجتهاد متواصل , فمن أعمال يوم العيد :
- صلة الوالدين والأقارب والرحم لكل المسلمين
- الصدقة والإنفاق والذكر والقرآن في أيام العيد
- التوسعة على الأولاد من غير إسراف أو تبذير
- ممارسة اللهو المباح للكبار والصغار وإدخال السرور على القلوب
- الدعاء للمسلمين عامة , وخاصة المستضعفين في كافة أرجاء الأرض
- أيام العيد أيام أكل وشرب كما أنها أيام ذكر أيام ذكر وإقبال على الله .
- رد الحقوق والمظالم إلى أهلها وطلب المسامحة منهم
- العزم على التوبة النصوح التي هي بداية صفحة جديدة في حياة المسلم
- المطالبة بإخلاء سبيل المسجونين من دعاة الأمة وعلمائها وقادتها
عيد الزوجين
كما كان الزوجان في رمضان , يتمتعان بكل لحظاته , يأتي العيد ليكون عيداً لكل زوجين , فينعمان بأجمل حياة , ولكي يحقق الزوجان سعادتهما عليهما فعل التالي :
أ – السمو بروحهما عن الخلافات وسفاسف الأمور , خاصة مع أول نسمات صباح يوم العيد .
ب – الابتسام الدائم سواء في الرحلات أو الزيارات , مع الأقارب والأصدقاء والعائلة .
ج – صفاء نفوسهما بعيداً عن الوجوه الكئيبة , والأسارير الغاضبة , التي تورث الأحزان .
د – الشعور بالفرح والبهجة والسعادة , والاجتهاد قدر الإمكان في تجاوز كل ما يغضبهما .
هـ – تجهيز الطعام والحلويات وكل ما يفضله الزوج والزوجة والأولاد , ومراعاة طريقة تقديمها .
و – التذكير الدائم بأنهما في أيام العيد , وهي أيام فرح وسرور وبهجة , ليبعدا عن النكد والتعب .
عيد الفرحة
- فرحة الفقير : حيث يتسابق المسلمون في إطعام الفقراء , قبل وبعد صلاة العيد , بحب واختيار وصدق
- فرحة القبول : بعد طاعة الله والفرح به والأنس والسرور بالقبول المرجو المنشود فهو يوم الجوائز
- فرحة التواصل : بين الاقارب والأصدقاء , والاجتماع بالعائلات , حيث تلتقي النفوس الصادقة والابتسامات الصافية
- فرحة الحفلات : فمن حسن الاضيافة إقامة الحفلات المبهجة بكل جير ولهو مباح على قدر المستطاع , بعيداً عن المنكرات والفوضى والإثم
- فرحة الأطفال : فهو عيدهم وسعادتهم وسرورهم وفرحهم , فهو عيدان للأطفال وليس عيداً واحداً
- فرحة الزوجين : ففيه تجديد للحب بين الزوجين , وونبذ الجفوة إن وجدت , أوالشحناء والقطيعة والخصام
- فرحة الزينة : فهو يوم ملابس وزينة وتجمل , وموسم للحبور , من غير إسراف أو خروج عن الشرع
- فرحة الوداع : كما استقبلناه بالسرور والفرحة , نودعه بالرضا والفرحة , بأن ينعم الله علينا بالاستمرار على الطاعة , وأن يقبل منا العمل
عيد الأمل
- الأمل في نصر الله رغم جراح الأمة وآلام المسلمين
- الأمل في وسطية الإسلام دون غلو أو تسيب , دون إفراط أو تفريط
- الأمل في تواصل المسلمين مع اليتيم والمحروم والمحتاج
- الأمل في الثقة بالله بتفريج هم الأمة ومناشدة الحياة الطيبة لبلداننا
- الأمل في تحرير الأوطان من المحتل وهو العيد الأكبر
- الأمل بأننا حققنا العمل وبذلك نحول الأحلام إلى ممارسات
- الأمل بسنن الله الالهية بعد الأخذ بالأسباب وليس بالكسل والقعود
- الأمل في التغيير فيوم العيد هو يوم الشعور الواحد والكلمة الواحدة
- الأمل في الاحتكام إلى كتاب الله كدستور للأمة
عيد التغيير
ما يجب الابتعاد عنه في أيام العيد :
- صيام يوم العيد حيث محرم صيامه
- إحياء أيام وليالي العيد بالحفلات الصاخبة والماجنة والمختلطة
- الاستمرار في مواصلة الخصام والمقاطعة لمن كان مقاطعاً من قبل
- ممارسة المحرمات في الطعام والشراب والسماع والميسر والقمار
- الاختلاط بالنساء بدون ضوابط الشرع في اللقاءات والزيارات العائلية
- زيارة النساء للمقابر أو الاجتماع للنحيب
- الاهتمام والانشغال بأشياء غير الزوجين والأقارب والأولاد
- تبرج البنات سواء كان في الحدائق أو الطرقات أو المواصلات
ما يجب عمله بعد أيام العيد :
- عهد جديد مع الله بقلب سليم وحياة طاهرة
- اتفاق أسري بين الزوجين ومع الأولاد على حياة الاستقامة
- أن يكون حاله بعد العيد كحاله في العشر الأوائل من الطاعة
- التشبه بالحج المبرور في بداية جديدة كيوم ولدتنا أمهاتنا
عيد اللذة
- لذة العيد في أنه عبادة وأنه قربى من الله تعالى
- لذة العيد في إدخال السرور على القلوب خاصة الأطفال
- لذة العيد في تعلق القلوب بالله وحده والرجوع إليه في كل حين
- لذة العيد في استعمال كل ما هو مباح لإدخال البهجة وتقوية الحب
- لذة العيد في الاجتماعات والزيارات العائلية واصطحاب الأبناء
- لذة العيد في تصفية القلوب وتزكية النفوس وتنقية الأحوال بيننا
عيد الأقصى
رغم حصار أهلنا الأبطال في غزة , ورغم الجدار الخانق لقدسنا الحبيب , ورغم التهديد المستمر لمسجدنا الأقصى , ورغم كل من تخلى عن فلسطيننا السليبة , ورغم كل من باع قضيتنا المحورية , فنصر الله أراه يشق غبار العالمين , في طريقه للصادقين في غزة والضفة وفي كل بقاع فلسطين , فالمحتل إلى زوال وإن طال بقاؤه , والحق يجيئ ولو أرهق رجاله , فالفرحة الحقيقية بنصر الله , ألا إن نصر الله قريب , وغداً بإذن الله , تصلي الأمة في المسجد الأقصى , في عيد الأمة الأكبر , فعيدنا الأكبر يوم تحرر أوطاننا الإسلامية من المحتل البغيض .