اخر الأخبار

الأحد، نوفمبر 29، 2009

جدد حياتك فى العيد



جدد حياتك في العيد

جمال ماضي

عيد الإسلام
منذ لحظة إطلالة يوم النحر , وهي تذكر الأمة بعيد الأضحي , ثم أيام التشريق , التي هي أيام عيد أهل الإسلام , فكما هي أيام أكل وشرب , هي أيام قربي من الله , لارتباطها بعبادة الحج , وهذه اللحظة فيها حيوية الأمة , يجب إحياؤها , لأن فيها ميلاد جديد للأمة .
حيث يأتي التكبير بالصيغ الواردة عن النبي صلي الله عليه وسلم : الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر ولله الحمد , لتذكر الأمة بالتأسي بأكمل البشر صلى الله عليه وسلم .
فمن إسلام هذا اليوم ، أنه يوم الحج الأكبر ، وهو آخر الأيام المعلومات ، وأول الأيام المعدودات ، في هذا اليوم يشترك الحجاج وغير الحجاج بالأضاحي تقرباً إلى الله عز وجل ، قال تعالى : لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم , لتتعلم الأمة كيف تحقق التقوى في كل أعمالها .
ومن إسلام هذا اليوم أن وقت ذبح الأضاحي بعد الانتهاء من صلاة العيد ، ويمتد إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من أيام التشريق ، ومن ذبح قبل الصلاة فهي ليست بأضحية ، قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ أَوْ نُصَلِّيَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى ، وَمَنْ كَانَ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ [ متفق عليه ] , وذلك حتي تنعم الأمة بإسلام الوجه في حياتها , حيث يتحول الأكل والشرب إلى عبادة .
ومن إسلام هذا اليوم وسنته , أن يجتمع المسلمون بكل شرائح المجتمع في صلاة بالخلاء , لتبدأ حياتهم الجديدة , بتهنئة نبوية رقيقة : تقبل الله منا ومنكم , لتتذكر الأمة أن قبول العمل من الله يحتاج إلى الاجتهاد والتشمير والنشاط والحركة .
عيد العمل
فحياة الأمة بالعمل , ولذلك يأتي العيد بمجموعة من الأعمال , فيتزود المسلم بطاقة تؤهله لبداية عمل مستمر , واجتهاد متواصل , فمن أعمال يوم العيد :
- صلة الوالدين والأقارب والرحم لكل المسلمين
- الصدقة والإنفاق والذكر والقرآن في أيام العيد
- التوسعة على الأولاد من غير إسراف أو تبذير
- ممارسة اللهو المباح للكبار والصغار وإدخال السرور على القلوب
- الدعاء للمسلمين عامة , وخاصة المستضعفين في كافة أرجاء الأرض
- أيام العيد أيام أكل وشرب كما أنها أيام ذكر أيام ذكر وإقبال على الله .
- رد الحقوق والمظالم إلى أهلها وطلب المسامحة منهم
- العزم على التوبة النصوح التي هي بداية صفحة جديدة في حياة المسلم
- المطالبة بإخلاء سبيل المسجونين من دعاة الأمة وعلمائها وقادتها
عيد الزوجين
كما كان الزوجان في رمضان , يتمتعان بكل لحظاته , يأتي العيد ليكون عيداً لكل زوجين , فينعمان بأجمل حياة , ولكي يحقق الزوجان سعادتهما عليهما فعل التالي :
أ – السمو بروحهما عن الخلافات وسفاسف الأمور , خاصة مع أول نسمات صباح يوم العيد .
ب – الابتسام الدائم سواء في الرحلات أو الزيارات , مع الأقارب والأصدقاء والعائلة .
ج – صفاء نفوسهما بعيداً عن الوجوه الكئيبة , والأسارير الغاضبة , التي تورث الأحزان .
د – الشعور بالفرح والبهجة والسعادة , والاجتهاد قدر الإمكان في تجاوز كل ما يغضبهما .
هـ – تجهيز الطعام والحلويات وكل ما يفضله الزوج والزوجة والأولاد , ومراعاة طريقة تقديمها .
و – التذكير الدائم بأنهما في أيام العيد , وهي أيام فرح وسرور وبهجة , ليبعدا عن النكد والتعب .
عيد الفرحة
- فرحة الفقير : حيث يتسابق المسلمون في إطعام الفقراء , قبل وبعد صلاة العيد , بحب واختيار وصدق
- فرحة القبول : بعد طاعة الله والفرح به والأنس والسرور بالقبول المرجو المنشود فهو يوم الجوائز
- فرحة التواصل : بين الاقارب والأصدقاء , والاجتماع بالعائلات , حيث تلتقي النفوس الصادقة والابتسامات الصافية
- فرحة الحفلات : فمن حسن الاضيافة إقامة الحفلات المبهجة بكل جير ولهو مباح على قدر المستطاع , بعيداً عن المنكرات والفوضى والإثم
- فرحة الأطفال : فهو عيدهم وسعادتهم وسرورهم وفرحهم , فهو عيدان للأطفال وليس عيداً واحداً
- فرحة الزوجين : ففيه تجديد للحب بين الزوجين , وونبذ الجفوة إن وجدت , أوالشحناء والقطيعة والخصام
- فرحة الزينة : فهو يوم ملابس وزينة وتجمل , وموسم للحبور , من غير إسراف أو خروج عن الشرع
- فرحة الوداع : كما استقبلناه بالسرور والفرحة , نودعه بالرضا والفرحة , بأن ينعم الله علينا بالاستمرار على الطاعة , وأن يقبل منا العمل
عيد الأمل
- الأمل في نصر الله رغم جراح الأمة وآلام المسلمين
- الأمل في وسطية الإسلام دون غلو أو تسيب , دون إفراط أو تفريط
- الأمل في تواصل المسلمين مع اليتيم والمحروم والمحتاج
- الأمل في الثقة بالله بتفريج هم الأمة ومناشدة الحياة الطيبة لبلداننا
- الأمل في تحرير الأوطان من المحتل وهو العيد الأكبر
- الأمل بأننا حققنا العمل وبذلك نحول الأحلام إلى ممارسات
- الأمل بسنن الله الالهية بعد الأخذ بالأسباب وليس بالكسل والقعود
- الأمل في التغيير فيوم العيد هو يوم الشعور الواحد والكلمة الواحدة
- الأمل في الاحتكام إلى كتاب الله كدستور للأمة
عيد التغيير
ما يجب الابتعاد عنه في أيام العيد :
- صيام يوم العيد حيث محرم صيامه
- إحياء أيام وليالي العيد بالحفلات الصاخبة والماجنة والمختلطة
- الاستمرار في مواصلة الخصام والمقاطعة لمن كان مقاطعاً من قبل
- ممارسة المحرمات في الطعام والشراب والسماع والميسر والقمار
- الاختلاط بالنساء بدون ضوابط الشرع في اللقاءات والزيارات العائلية
- زيارة النساء للمقابر أو الاجتماع للنحيب
- الاهتمام والانشغال بأشياء غير الزوجين والأقارب والأولاد
- تبرج البنات سواء كان في الحدائق أو الطرقات أو المواصلات
ما يجب عمله بعد أيام العيد :
- عهد جديد مع الله بقلب سليم وحياة طاهرة
- اتفاق أسري بين الزوجين ومع الأولاد على حياة الاستقامة
- أن يكون حاله بعد العيد كحاله في العشر الأوائل من الطاعة
- التشبه بالحج المبرور في بداية جديدة كيوم ولدتنا أمهاتنا
عيد اللذة
- لذة العيد في أنه عبادة وأنه قربى من الله تعالى
- لذة العيد في إدخال السرور على القلوب خاصة الأطفال
- لذة العيد في تعلق القلوب بالله وحده والرجوع إليه في كل حين
- لذة العيد في استعمال كل ما هو مباح لإدخال البهجة وتقوية الحب
- لذة العيد في الاجتماعات والزيارات العائلية واصطحاب الأبناء
- لذة العيد في تصفية القلوب وتزكية النفوس وتنقية الأحوال بيننا
عيد الأقصى
رغم حصار أهلنا الأبطال في غزة , ورغم الجدار الخانق لقدسنا الحبيب , ورغم التهديد المستمر لمسجدنا الأقصى , ورغم كل من تخلى عن فلسطيننا السليبة , ورغم كل من باع قضيتنا المحورية , فنصر الله أراه يشق غبار العالمين , في طريقه للصادقين في غزة والضفة وفي كل بقاع فلسطين , فالمحتل إلى زوال وإن طال بقاؤه , والحق يجيئ ولو أرهق رجاله , فالفرحة الحقيقية بنصر الله , ألا إن نصر الله قريب , وغداً بإذن الله , تصلي الأمة في المسجد الأقصى , في عيد الأمة الأكبر , فعيدنا الأكبر يوم تحرر أوطاننا الإسلامية من المحتل البغيض .

الأحد، أكتوبر 18، 2009

قطع رأس أمه وهى تصلى


قطع راس امه وهي تصلي....تتخيلوا ما السبب قــرأت هــذه القصــة الــمــؤثرة وأحــبــبــت أن أنــقــلــهــا لــكم لــتـكـون عــظــة وعــبرة لــعــقــوق الــوالـــديــن وخاصة الأم شــخــص مــن ســكــان أنــدونــيــســيــا كـان شــاب فــي مــنــتصــف الــعــمــر ويــعــيــش مــع أمــهقــرر أن يــقــتــلــهــا مــل مــنــهــا كــمــا زعــم !!وفــعــلا فــي يـوم مــن الأيــام وهــي ســـاجــدة تــصــلي قــام بــذبــحـــهــا بالســكــين وكــفــنــهــا وقــال لـــلــنــاس أنــهــا مــاتــت أريــد أن تــدفــونــوهــا مــعــي فــعــلا حــمـــلــوهــا الــــنـــاس ووصــلــوا الــي الـقــبر وكــلــمــا أرادوا أن يــنــزلــوها تــزداد الجــثــة ثــقــلا عــلي الــرغــم أنــهــا كــانت خــفــيــفــة عــنــدمـا حــمــلـوهــامـن الــبــيــت ، أعــادوا الكــرة عـــدة مــرات لــكــن نفس الــنــتــيــجة لاحــظــوا أنــه كــلــمـــا مـــســـك مــعـــهـــم الأبـــن خــفــت الــجــــثـــة فــقــرروا أن يـحــمــلهــا لــوحــــده حــمــلــها لــــكــي يــنــزلــهــا الــقــــبر وهــنــا كــانـــتالــمــفـاجــأة ؟!! أنـــطــبــق الــقـــبر عــلـى جــســدة ولــم يــبــقــى إلا رأســه بــخـــارج الأرضبــدوا جــاهـــديــن لإخــراجـــه لــكــن لا فــائـــدةظــــل عــلــي هــذا الــحــــال يــومـــين تــقــريــبابــعـدها بــدأ يــنـــفــتح قــلــيـــلا حـــتي خـــرجلــكــن خـــرج وجـــســـده مــأكــول مــن الــديــدانتــدخــل مــن جــزء وتــخــــرج مــن الــجــزء الأخــر مــكــث أيــامــا ثــم مــات اذا كان هــذا جــزاءه بالــدنــيــا فــمــا هـــو جـزاءه بالآخــره

الثلاثاء، أكتوبر 13، 2009

ابتسم



صورةيصعب التقاطها مرة اخرىشاهد قدرة الله
إبتسم㋡عندما تستيقظ من النوم ابتسم واشكر الله على نعمة البقاء
فلديك يوم في رصيد حياتك لتقضيه في طاعة الرحمن
㋡عندما ترى والديك أمامك ابتسم فهناك الكثير من الذين انحرموا من نعمة الوالدين㋡عندما تتوجه إلى العمل ابتسم فالبعض لا زال يبحث عن العمل㋡عندما تتذكر بعض الضغوطات التي مررت بها
ابتسم لأنها مضت ولن تحدث مجدداً إن شاء الرحمن
㋡عندما تمر بموقف صعب
ابتسم لأن لك رباً عظيماً تستطيع اللجوء إليه في أي وقت-ألا بذكر الله تطمئن القلوب-
㋡عندما تفشل في تجربة معينة ابتسم يكفيك شرف المحاولة㋡عندما يجرحك شخص عزيزاً عليك
ابتسم فهناك العديد من الأشخاص الذين يحاولوا أن يداو جراحك
㋡عندما يظلمك من حولك ابتسم إذا كنت لم تظلم أحداً يوماً㋡عندما تعرف إن فلاناً من الناس لا يحبك
ابتسم فهناك العديد من الأشخاص الذين يحبونك ويتمنون لك السعادة
㋡ابتسم
وتذكر أنك أنت من تملك حياتك وأنت من تعيشها فبإرادتك أن تجعلهاجنة صغيرة سعيدة وبإرادتك أن تجعلها سوداء مليئة بالأحزانولك الخيار لتختار وابتسم لأنك تملك الخيار الصحيح
㋡فليكن مبدأنا في الحياةأن نبتسممهما كان الألم

كذبات أمى الثمانية


السلام عليكم قصة اعجبتني و احببت نقلها اليكمكذبات أمي الثمانية ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!..ثماني مرات : كذبت أمي عليّ !!!...تبدأ القصة عند ولادتي ، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقرفلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا ....وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا :كانت أمي تعطيني نصيبها .. وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلىطبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ، فأنا لست جائعة ..وكانت هذه كذبتها الأولىوعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهبللصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قدتساعدني على أن أتغذى وأنمو ، وفي مرة من المرات استطاعت بفضلالله أن تصطاد سمكتين ، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعتالسمكتين أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا ، وكانت أميتتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ، فاهتز قلبي لذلك ،وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ، فأعادتها أمامي فورا وقالت :يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ، ألا تعرف أني لا أحب السمك ..وكانت هذه كذبتها الثانيةوعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ، ولم يكن معنا من المال ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل وتعرض الملابس على السيدات ، وفي ليلة شتاء ممطرة ، تأخرت أمي في العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ، ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ، فناديتها : أمي ، هيا نعود إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ، فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي.. أنا لست مرهقة ..وكانت هذه كذبتها الثالثةوفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ، ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ، وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ، بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها : اشربي يا أمي ، فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة .. وكانت هذه كذبتها الرابعةوبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، وأصبحت مسئولية البيت تقع عليها وحدها ، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ، فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة : أنا لست بحاجة إلى الحب ..وكانت هذه كذبتها الخامسةوبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة إلى حد ما جيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ، فكانت تفرش فرشا في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ، فلما رفضت أن تترك العمل خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه قائلة : يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني ..وكانت هذه كذبتها السادسةوبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ، وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ، فشعرت بسعادة بالغة ، وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف ، اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني وقالت : يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ...وكانت هذه كذبتها السابعةكبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان اللعين ، وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين أمي الحبيبة بلاد ، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها طريحة الفراش بعد إجراء العملية ، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ، ليست أمي التي أعرفها ، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ...وكانت هذه كذبتها الثامنةوبعدما قالت لي ذلك ، أغلقت عينيها ، فلم تفتحهما بعدها أبدا ...إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته :حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ...وإلى كل من فقد أمه الحبيبة :تذكر دائما كم تعبت من أجلك ، وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة ...أحبك يا أمــــــــــــــــــــــــــيدمتم في رضا الله
ثم رضا الوالدين

السبت، أغسطس 08، 2009

كيف تتقن فن التواضع؟


جمال ماضي ..

التواضع الحقيقي لا يكتمل إلا في الشخصية المتواضعة والشخصية المتواضعة هي التي تمارس كل فنون التواضع ، ولذلك فالتواضع فن ، تمارسه الشخصية المتواضعة ، عن طريق وجهها ، وفي مصافحتها ، وفي سلامها ، وفي جلستها ، وفي ابتسامتها ، وفي مقابلتها ، وفي ركوبها ، وفي خدماتها ، وفي ملابسها ، ولذلك فهي مع كل الأعمار هي متواضعة ، ومع كل الأحوال هي متواضعة ، وهذا ما سنلقى عليه الضوء بالتفصيل .
1- تواضع الوجه :
يقول الصحابة عن تواضع وجه النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يصرف وجهه عنك حتى تصرف أنت وجهك عن النبي صلى الله عليه وسلم ) .
2- تواضع المصافحة :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينزع يده حتى ينزعها الذي يسلم عليه .
3- تواضع السلام :
كان صلى الله عليه وسلم إذا سلّم سلّم بكليته ( أي بجسمه كله ).
4- تواضع المجلس :
كان صلى الله عليه وسلم يجلس حيث ينتهي به المجلس .
5- تواضع الابتسامة :
كان هاشاً ( لا تلقاه إلا مبتسماً ) فالمصافحة بالوجه قبل أن تكون باليد ، بالوجه المبتسم والعين الصافية التى لا تحمل إلا الود .
6- تواضع المقابلة :
جاء رجل ترتعد فرائصه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو يظن أنه مقبل على ملك أو رئيس , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
[ هون عليك إنى لست بملك , إنما أنا ابن امرأة , كانت تأكل القديد بمكة ] رواه ابن ماجه .
7- تواضع الركوب :
كان صلى الله عليه وسلم يركب الحمار مع قدرته على ركوب الخيل تواضعاً لله تعالى ، فليس التواضع لله هو إهانة للإنسان أبداً ، فالإنسان لا يستمد عزته من نوع السيارة بل بما في داخل من يقودها ، وهذه النظرة القاصرة المريضة هى نظرة المنافقين حينما تأذي زعيم المنافقين من حمار النبي صلى الله عليه وسلم , وكادت أن تحدث فتنة بينه وبين أحد المسلمين .
ويوم خيبر حينما عاد صلى الله عليه وسلم منتصراً على يهود , راكباً فرسه ، وسط حشود المنتصرين ، واحتفالهم ، كان يقول صلى الله عليه وسلم : أين البغلة ؟ !! , كمن يقول اليوم : أين الباص ؟ أين الأتوبيس ؟ أين الميني باص ؟ أين الترام ؟ .
8- تواضع المشاركات :
في أى مشروع من مشروعات الخدمة العامة أو الأعمال التطوعية ، كان صلى الله عليه وسلم يختار أشق أنواع المشاركات ، ففي حفر الخندق كان ينزل حفرة عمقها ثلاثة أمتار , لحمل التراب ، يقول الصحابة : ( لقد رأينا جسد النبي صلى الله عليه وسلم قد غطاه التراب ) .
فقالوا : يا رسول الله نحن نكفيك ذلك
فقال : علمت أنكم تكفونني , ولكن أكره أن أتميز عليكم , وإن الله يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه .
وكان صلى الله عليه وسلم يقسم الأعمال مع المسافرين معه ، ويختار أصعبها ، حينما قال : [ وعلىّ جميع الخطب ] .
9- تواضع الملابس :
ليس معنى التواضع في ملابسنا ، أن نرتدي ملابس رثة قذرة أو ممزقة أو مرقعة ، فقد جاء رجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني رجل أحب الثوب الحسن ، فهل هذا من الكبر في شيء ؟
قال صلى الله عليه وسلم : [ إن الله جميل يحب الجمال ] رواه مسلم .
فالتواضع ألا نتكبر على أحد بملابس للمباهاة أو المنظرة أو الافتخار أو التعالي ، ولكن لك أن ترتدي ما يجعلك مقبولاً حسناً جميلاً متميزاً , كمسلم يتعامل مع الله وليس الناس ، فهذا أمر جميل منك يحبه الله ، وإلا كانت الكارثة التي يرويها النبي صلى الله عليه وسلم :
[ بينما رجل يتبختر في برديه , إذ خسف الله به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ] رواه مسلم .
10- تواضع الأعمار :
تـأمل المربى صلى الله عليه وسلم , في فتح خيبر , مع فتاة صغيرة أركبها خلفه ، عندما أناخ الناقة , وقال لها : هاتى يدك ، فأنزلها ، ولما انتهت الغزوة ووزع الغنائم , ناداها النبي صلى الله عليه وسلم , لتأخذ قلادة , ففوجئت بأن النبي صلي الله عليه وسلم , يقول لها : [ لا أنا ألبسك إياها ]
تقول الفتاة الصغيرة عن عقدها :
( والله لا يغادر رقبتى أبدً , ولقد أوصيت أن يدفن معي في قبري ) رواه أحمد .
11- تواضع القمم :
هذا رجل من المؤلفة قلوبهم يأتي أبا بكر يقول : يا خليفة رسول الله أؤمر لي بعطاء ، فيأمر له بقطعة أرض ، ويقول له : اذهب فأشهد عليها عمر بن الخطاب فيذهب إلى عمر ، فقال عمر :
( والله لا أشهد عليها , كنتم تأخذونها والإسلام ضعيف , أما الآن فالإسلام قوى ) , ويمسك الورقة ويمزقها , فيذهب الرجل إلى أبى بكر ، ويقول له : والله لا أدرى أيكما الخليفة أأنت أم هو ؟
يقول أبو بكر : هو إن شاء .
أما عمر فيقول : يا ليتنى كنت شعرة في صدر أبى بكر .
لقد جاء وفد من العراق فيهم الأحنف بن قيس لمقابلة عمر بن الخطاب ، وكان عمر في زريبة الإبل ينظف بنفسه إبل الصدقة ، فلما رآهم ، قال عمر للأحنف : يا أحنف تعالى ، أعِن أمير المؤمنين , على إبل الصدقة .
فقال رجل من وفد العراق : رحمك الله يا أمير المؤمنين , هلا أمرت عبداً من عبيدك أن ينظف هذه الإبل ؟
فقال عمر : وأي عبد هو أعبد منى ومن الأحنف بن قيس ؟
ألم تعـلم أنه من ولـى أمراً من أمور المسلمين , كان لهم بمنزلة العبد من السيد .
12- تواضع السماع :
كان صلى الله عليه وسلم يقول :
[ لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى بن مريم , فإنما أنا عبد ، فقولوا عبد الله ورسوله ] رواه البخاري .
13- تواضع القوى :
[ كان صلى الله عليه وسلم يأتي الضعفاء من المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم ] رواه أبو يعلى .
[ وكان يـتخلف في المسـير فـيزحى الضعـيف ويـردف ويدعو له ] رواه أبو داود .
[ وكان يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعقل الشاة ، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير ] رواه الطبرانى .
[ وكان يزور الأنصار , ويسلم على صبيانهم , ويمسح روءسهم ] رواه النسائي .
وإلى الحلقة القادمة بإذن الله : كيف تكون في قمة التواضع ؟

من أقوى أخلاق الكبار


من أقوى أخلاق الكبارمحمد عبده الخطأ في حياة الناس أمر وارد الحدوث ، ولا يستطيع إنسان أن يدعي العصمة مهما كان شأنه فيقول أنا لا أخطئ إلا الأنبياء والمرسلين ، وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال " كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون"1والخطأ الحقيقي هو تمادي البعض في خطئهم ، وعدم اعترافهم به ، والإصرار عليه ، والجدال عنه بالباطل ، واعتبار الرجوع عنه نقيصة.لماذا الرجوع إلى الحق من أخلاق الكبار؟لأن الرجوع إلى الحق يعني الإعتراف بالخطأ ، وهذا قلما يقبله إنسان أو يعترف به.ولأن الرجوع إلى الحق يعني إكساب الآخرين رجاحة القول والرأي ، وقد يُلحق النقيصة بالعائد في قراره ، وهذا أيضاً لا يقدر عليه إلا الكبار.ولأن الرجوع إلى الحق قد يجعل الآخرين ينظرون إلى العائد في قراره على أنه ضعيف ، غير قادر على إدارة المركز الذي يشغله ، وهذا أيضاً لا يقدر عليه إلا الكبار.ولأن الرجوع إلى الحق قد يُسهم في تقليل فرص الشخص في إلحاق مهام جديدة له في عمله ، وهذا ما لا يتحمله إلا الكبار.محطات :الكبار لهم محطات في حياتهم يُراجعون فيها أنفسهم ويصححون فيها مسارهم ، حتى لا يسترسلون في خطأ وقعوا فيه ، أو هوى انساقوا إليه ، فإذا كان هناك ثمة خطأ أو هوى عالجوه قبل أن يستفحل.فهم ليسوا كالصنف من الناس الذين يُحددون لأنفسهم قناعات لا يحيدون عنها ، أو قرارات لا تقبل المراجعة والتصحيح ، فحينئذ لن يسلموا في قراراتهم من هوى مطغي ، أو خطأ مهلك.بل يوقنون بأن الإنسان بشر ، والبشر قد يجتهد ومهما كان اجتهاده للوصول إلى القرار الصحيح ، فإن احتمالات الخطأ وارده ، ولابد من تداركها ، ولن يكون هذا إلا بالاعتراف بالخطأ ابتداءً.المشورة:صغار النفوس لا يُفضلون استشارة من حولهم أو الاستئناس برأيهم حول قضية من القضايا ، خشية أن يُظهر ذلك عدم كفاءتهم أو عجزهم عن اتخاذ القرارات أو لتكبر جبلت عليه نفوسهم. أما الكبار فيحرصون على الشورى ، ويلتمسون فيها الخير والبركة ، ولا مانع عندهم من العودة في آرائهم متى رأوا الصواب في غيرها.وفي قصة أبي بكر الصديق رضي الله عنه مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهما حول قضية جمع القرآن خير دليل على ذلك ، فالكبار يسعون إلى الحق ، واجتهادهم يكون للوصول إليه ، فمتى لاح لهم الحق سارعوا إلى اتباعه وإن جاء على لسان غيرهم ، فالخليفة أبي بكر كان متردداً في أن يُقدم على فعل شيء لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعمر بن الخطاب يخشى على القرآن الضياع أو النسيان ، وكان يرى فيه الخير ، فظل أبو بكر يرفض ، وعمر يكرر دعوته حتى وافق أبو بكر رضي الله عنهم أجمعين. رويَ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ قَالَ : أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ وَإِنِّي لَأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ عُمَرُ : هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ لِذَلِكَ صَدْرِي وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ..."2بعد الغضب :يتصرف الواحد منا في غضبه تصرفات فيها الكثير من الأخطاء ، ولعله يندم عليها بعد هدوئه وزوال أسباب الغضب ، والكبار لا يضيرهم أبداً أن يعملوا على إصلاح ما أفسدوه في لحظات الغضب ، ولا يُكابرون في ذلك ، بل ويُسارعون إلى الاعتذار إذا كان الأمر يستوجب الاعتذار ، ويُصلحون من شأن ما أتلفوه إذا كان الأمر يستدعي الإصلاح ، وقد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الذي غضبه بطيء متأخر ، وفي نفس الوقت سريع العودة إلى الجادة والصواب متى أفاق من غضبه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ".... ثُمَّ ذَكَرَ الْأَخْلَاقَ فَقَالَ يَكُونُ الرَّجُلُ سَرِيعَ الْغَضَبِ قَرِيبَ الْفَيْئَةِ فَهَذِهِ بِهَذِهِ وَيَكُونُ بَطِيءَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الْفَيْئَةِ فَهَذِهِ بِهَذِهِ فَخَيْرُهُمْ بَطِيءُ الْغَضَبِ سَرِيعُ الْفَيْئَةِ وَشَرُّهُمْ سَرِيعُ الْغَضَبِ بَطِيءُ الْفَيْئَةِ قَالَ وَإِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ تَتَوَقَّدُ أَلَمْ تَرَوْا إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَجْلِسْ أَوْ قَالَ فَلْيَلْصَقْ بِالْأَرْضِ"3سرعة العودة :لا يختلف اثنان على أن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم هم خير الناس وأتقاهم "خير الناس قرني ثم الثاني ثم الثالث ثم يجيء قوم لا خير فيهم"2 ، ومع ذلك فإنهم لم يكونوا معصومين ، ولم يدَّعوا العصمة لأنفسهم بل إنهم إذا أخطأوا سارعوا بالعودة والإنابة.وهكذا الكبار دائماً فإنهم لا يُصرون على خطأ وقعوا فيه أبداً ، بل يُسارعون إلى الاعتراف به ، وتصحيح الوضع القائم "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ"[آل عمران:135]والكبار إذا أصابهم ما يُصيب البشر من الخطأ والنسيان عادوا مسرعين "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ"[الأعراف:201]فرصة للمراجعة :الإسلام لا يُنكر ما يُمكن أن يحدث بين الأخوين المتحابين في لحظات الضعف البشري ، من اختلاف في القلوب ، ومشاحنات في الصدور ، وأحياناً تخاصم وتنافر ، والرسول صلى الله عليه وسلم دل على انه لا يجوز أن يهجر الأخ أخاه فوق ثلاث ، وما هذه المهلة الممنوحة إلا ليُراجع كل واحد منهما نفسه من جديد ، وما تعليق أعمالهما عندما تُعرض يومي الإثنين والخميس حتى يصطلحا إلا مزيداً من الفرص كي يُراجعا نفسيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ لْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا"4وفي رواية عند الترمذي " تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس فيغفر فيهما لمن لا يشرك بالله شيئا إلا المهتجرين يقال ردوا هذين حتى يصطلحا "5 الله يُعلِّمنا:والله تعالى يُعلِّم عباده مراجعة أنفسهم ، وتصحيح مسارهم فيُمهلهم عندما يُخطئوا ولا يُعجل لهم بالعقوبة ، وهي إشارة إلى ضرورة أن يراجع الإنسان نفسه أولاً بأول ، ولا يُطيل على نفسه الأمد فيقسو قلبه ويألف المعصية " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا"6وما الإمهال إلا نوع من إعطاء الفرصة لمراجعة النفس ، وتصحيح المسار ، وتعديل الخطأ الواقع.بل إن الله تعالى يجعل مجرد الاعتراف بالذنب والتوبة عنه كفيلان بقبول توبة التائب ، وهذا هو الرجوع إلى الحق بعينه جاء في الحديث " فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ "7تحذير:والكبار يدركون حجم الإصرار على خطأ ارتكبوه ، أو التمسك بباطل وقعوا فيه ، ويعتبرون ذلك مكابرة قد تؤدي بهم إلى غضب الله ، والوقوع فيمن شملهم العذاب ، من المُصرين على أخطائهم ، جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ"8والكبار يعلمون أن الإصرار على الذنب وعدم الرجوع إلى الحق بعد أن تبين لهم يُعد نوعاً من الكبر المنهي عنه ، وقد يؤدي إلى ورودهم العذاب الشديد قال تعالى" وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ"[البقرة:206]الجدل والتبرير :صغار النفوس هم الذين يبحثون عن الأعذار والأوهام ، كي يقدموها ليُخفوا خلفها خطأهم ، ويُداروا بها عيوبهم ، فيستمرون في خطئهم الذي بدأوه ، وهم بذلك قد أضروا أنفسهم قبل أن يضروا غيرهم ، وأساءوا إلى أنفسهم قبل أن يُسيئوا إلى غيرهم.وقد يكون السبب وراء استسهال هذا التبرير وعدم الاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الحق هو أن يكون صاحب هذا السلوك قد أُوتي جدلاً ، ولحناً في القول ، وقدرة على البيان والإقناع "وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا"[الكهف:54]ومن أمثلة هذا ، الذي حكى عنه القرآن "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ"[البقرة:204]فهذا الصنف شديد الحجة ، قوي البيان ، لدرجة أن الله قد وصف حديثه أنه سيُعجب النبي صلى الله عليه وسلم.فارق بين حالتين :وحتى تقترب الصورة أكثر وأكثر أخي القارئ ، فإننا لدينا حالتين : حالة يمكن الاستدلال بها كصورة من صور الضعف ، ومحاولات التبرير ، وقلب الحقائق والإصرار على الخطأ والتمادي في الباطل ، وحالة أخرى يُمكننا الاستدلال بها كنموذج للمراجعة والتصحيح ، والاعتراف بالخطأ والعودة إلى الصواب ، وتصحيح المسار.إبليس: هو النموذج المُخطئ والصورة السيئة ، فربه قد أمره بالسجود فأبى ، فلما سأله عن السبب "... يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ"[طه:75] ، برر موقفه ، وجادل بالباطل ، وأصر على موقفه" قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ . قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ . وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ"[طه:76-78]آدم : وهو النموذج المصيب ، والصورة الحسنة التي ينبغي أن يكون عليها الكبار دائماً ، فآدم عليه السلام أيضاً أخطأ ، فربه أسكنه الجنة ، يأكل من خيراتها ، وينعم بما فيها من رزق ، ونهاه عن شجرة واحدة "وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ"[الأعراف:19]ثم عصى آدم ربه فأكل من الشجرة ، وسأله ربه وهو أعلم به "فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ"[الأعراف:22]فسارع آدم وزوجه بالرجوع إلى الحق ، والاعتراف بالخطأ ، والمطالبة بالعفو والمغفرة" قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"[الأعراف:23]محاسبة النفس:والكبار يحاسبون أنفسهم على أقوالهم وأفعالهم ، فإذا كانت خيراً حمدوا الله ، وإن كانت غير ذلك عَدَّلوا من أنفسهم وقوموها ، ويُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أنه قَالَ : "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا"9الرجوع إلى الله :والعودة إلى الله أحق من أي شيء ، فإذا قصَّر العبد في حق ربه فعليه بالمسارعة بالتوبة والعودة من جديد ، والكبار هم الذين يُحدثون لكل ذنب توبة ، ويجعلون دُبر كل عمل استغفار ، فهم يستقبلون رسائل الله لهم ويفهمونها فيُسارعون بالاستجابة لندائه.ومن الرسائل : التي يرسلها الله لعباده حتى يعودوا " الابتلاء" قال تعالى "وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"[السجدة:21]ومن الرسائل : إظهار الفساد المترتب على أعمال العباد ليلفت نظرهم ، ويُراجعوا أنفسهم "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"[الروم:41]ومن الرسائل : إظهار الآيات البينات الواضحات الآية تلو الآية " وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"الزخرف:48]ومن الرسائل : إنزال العقوبة على أقوام استحقوا ذلك فيتعظ بهم من حولهم أو يكون ذلك حجة عليهم "وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"[الأحقاف:27]والكبار يخافون أن يُصبحوا ممن أشار عنهم القرآن في قوله تعالى" فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"[الأنعام:43]البطانة الصالحة :الكبار يتخذون صحبة صالحة ، وبطانة تُذكرهم عند النسيان ، وتقومهم عند الخطأ ، وتأخذ أيديهم عند الإسراف.والكبار يبتعدون كل البعد عن البطانة التي تمدح ولا تنصح ، وتُبالغ في إبراز المحاسن بطريقة تؤدي إلى العُجب والبطر وتغض الطرف عن المساوئ وإن كانت من النوع المهلك ، جاء في الحديث إ"ذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسي ذكره و إن ذكر أعانه "10الاعتداد بالرأي :صغار النفوس هم الذين يتعصبون لآرائهم ولا يقبلون بغيرها حتى وإن كان هذا الغير أعمق من رأيهم فكراً ، وأكثر منه نفعاً.أما الكبار فهم الذين يحملهم تواضعهم على قبول الرأي الآخر ، وتقديره والثناء عليه متى كان فيه الخير والصواب رافعين شعار " قولي صواب يحتمل الخطأ ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب" والكبار لا يُقدسون أنفسهم فيدعون العصمة من الخطأ ، ولا يستخفون بآراء الآخرين أو يُسفهونها كي لا تتضح معالم الخطأ في قراراتهم.وهم يسيرون في ركب الأقوياء فيصححون ما وقعوا فيه من خطأ متى ظهر لهم ذلك ، ويُقوّمون من اعوجاجهم متى نصحهم أحد بذلك.الوصاية:ومن الأسباب التي تجعل الناس يرفضون الرجوع إلى الحق ، والاعتراف بالخطأ ، اعتبار أنفسهم أوصياء على فكرة أو مؤسسة أو شركة يديرونها ، فيحملهم ذلك الإحساس على رفض الآخر ، وعدم الاستجابة السريعة لآرائه ومقترحاته خوفاً من سقوط الفكرة ، أو انهيار المؤسسة ، أو ضياع الشركة.والكبار هم الذين ينأون بأنفسهم عن ذلك ، بل يُشركون غيرهم معهم ، ويعتبرون الجميع شركاء في بناء الفكرة ، ونجاح المؤسسة ، وإدارة الشركة.التقارير الخاطئة:ومن الأسباب التي تجعل الإنسان لا يستجيب للحق ، ويُبطئ في رجوعه إليه ، أن تكون التقارير المرفوعة إليه تقارير كاذبة ، خادعة ، غير حقيقية ، يرفعها إليه بطانته وسدنته من المستنفعين ، والمتملقين الذين يُزينون الباطل ، ويُجملون الخطأ ، فيظهرونه في أحسن صورة ، جاء في الحديث "إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسي ذكره و إن ذكر أعانه إذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكره و إن ذكر لم يعنه"11والكبار هم الذين ينزلون إلى الميدان بأنفسهم فيطلعون على الواقع بعيونهم ، ويتعرفون على الصواب والخطأ فيما ولُّوا بأنفسهم ، فيسارعون بالتصحيح ، ويجتهدون في التعديل والتقويم..........................

الأحد، يوليو 26، 2009

قصة مفيدة جداااااااااااااااااا


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اليكم احبتى هذه القصه القصيره جدا والمفيده جدا جدا
كان هناك رجل أمريكي مسلم يعيش في مزرعة بإحدى جبال مقاطعة كنتاكي مع حفيده الصغير وكان الجد يصحو كل يوم في الصباح الباكر ليجلس على مائدة المطبخ ليقرأ القرآن وكان حفيده يتمنى ان يصبح مثله في كل شيء لذا فقد كان حريصا على أن يقلده في كل حركة يفعله .. وذات يوم سأل الحفيد جده
يا جدي إنني أحاول أن أقرأ القرءآن مثلما تفعل ولكنني كلما حاولت أن أقرأه أجد إنني لا أفهم كثيراً منه وإذا فهمت منه شيئاً فإنني أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق المصحف

!! فما فائدة قراءة القرءآن إذن !!

كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة ، فتلفت بهدوء وترك ما بيده ثم قال : خُذ سلة الفحم الخالية هذه واذهب بها إلى النهر ثم ائتِني بها ملئية بالماء
ففعل الولد كما طلب منه جده، ولكنه فوجئ بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إلى البيت، فابتسم الجد قائلاً له : ينبغي عليك أن تُسرع إلى البيت في المرة القادمة يا بُني
فعاود الحفيد الكرَّة وحاول أن يجري إلى البيت .. ولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرة
فغضب الولد وقال لجده،إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء والآن سأذهب وأحضر الدلو لكي أملؤه لك ماءً
فقال الجد: لا أنا لم أطلب منك دلواً من الماء، أنا طلبت سلة من الماء .. يبدو أنك لم تبذل جهداً كافياً يا ولدي
ثم خرج الجد مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذ عملية ملء السلة بالماء
كان الحفيد موقناً بأنها عملية مستحيلة ولكنه أراد أن يُري جده بالتجربة العملية فملأ السلة ماء ثم جرى بأقصى سرعة إلى جده ليريه وهو يلهث قائلا ً : أرأيت ؟ لا فائدة !!
فنظر الجد إليه قائلا ً: أتظن أنه لا فائدة مما فعلت !!
تعال وانظر إلى السلة
فنظر الولد إلى السلة وأدرك للمرة الأولى أنها أصبحت مختلفة
لقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم إلى سلة نظيفة تماما ً من الخارج والداخل
فلما رأى الجد الولد مندهشاً ، قال له : هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ القرآن الكريم .. قد لا تفهم بعضه، وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياته .. ولكنك حين تقرؤه سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج ، تماما ًمثل هذه السلة
فعلينا احبتى فى الله ان نداوم على قراءه القرءان وان نحاول تدبره بقدر الامكان
وان لم نستطع تدبره فلنستمر فى القراءه
لان الله تعالى يقول
واتقوا الله ويعلمكم الله--- البقرة 282

الجمعة، يوليو 24، 2009

الايجور من قوة تفرض الجزية على الصين إلى شعب مشرّد


فجأة اكتشف المجتمع الدولي ومن ورائه العالَمان الإسلامي والعربي، أن هناك شعبامنسيا يسمى "الأيجور". وأعاد القمع الوحشي الذي مارسته السلطات الصينية ضدهم في الأحداث الأخيرة، الى الأذهان الصورة القديمة للصين الشيوعية المستبدة، بعد أن توارت هذه الصورة السلبية بفضل المعجزة الاقتصادية الصينية.

قضية الأيجور ليست قضية حديثة، ولكنها قصة طويلة من الكفاح والصراع والقمع بين أمتين متجاورتين مختلفين، بين الصين الحضارة النهرية العريقة، وبين الشعوب التركية والمغولية التي اعتادت الإغارة على الصين الغنية في لحظات الضعف، بل استطاعت احتلال العملاق الصيني في بعض هذه اللحظات، ولكن سُنة التاريخ حسمت الصراع لصالح العملاق الصيني برغم شجاعة الشعوب البدوية التركية والمغولية.

ينتمي الأيجور إلى العرق التركي، ويطلق عليهم أحيانا "الأتراك الشرقيون"، بل إن تركيتهم- بالمفهوم العنصري- أكثر نقاء من "تركيا" الحديثة. وقد أسس الأيجور إمبراطورية عريقة سيطرت على أجزاء واسعة من وسط آسيا، ومنغوليا، وشمال الصين وجنوب روسيا الحالية، إلى ووصلت في قوتها إلى حد التدخل في الشؤون الداخلية الصينية.

حيث لجأ إليها الصينيون لدعمهم في مواجهة ثورة داخلية، ودفع الصينيون أتاوة أو جزية إلى الأيجوريين، كما تزوج خان الأيجوريين من ابنة إمبراطور الصين. وقد وصلت هذه الإمبراطورية إلى ذروة قوتها بدءا من عام 672 ميلادية وانهارت عام عام 841 م على أيدى أشقائهم الكرغيز لتنشطر بعدها إمبراطورية الأيجور إلى ثلاث دول.

وكان أول من اعتنق الإسلام من الأيجور هي دولة "القره خانيد" في عام 934 وكان من أشهر عواصمها كاشغر وسمرقند، وأسست هذه الدولة المساجد والمدارس الإسلامية واعتبرت نفسها حاجزا دفاعيا أمام الدولتين الأيجوريتين الأخريين غير المسلمتين. وفي عهدها بدأ الأدب التركي في النهوض، بعد أن حوّل الإسلامُ الأتراكَ الأيجورَ من أمة بدوية إلى أمه ساعية إلى الحصارة، مثلما فعل من قبل مع العرب والبربر والمجموعات التركية المختلفة.

وقد خضع الأيجور لحكم أولاد عمومتهم المغول بدءا من عام 1209، واكتمل اعتناق كل الأيجور في القرن الخامس عشر على يد خانات يرقند وهى دولة مغولية مسلمة.

وقد تشكلت هوية الأمة الأيجورية الحديثة تحت حكم دولة خانات الشقطاي التي كانت تعد دولة تركية مغولية، يعتنق أغلب سكانها الإسلام، ويتحدثون التركية الأيجورية وتسيطر على ماعرف باسم تركستان الشرقية أو أيجورستان. إضافة إلى سيطرتها على تركستان الغربية أو آسيا الوسطى التي تضم حاليا الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي.

وفي منتصف القرن الثامن عشر سيطرت إمبراطورية كينج التي أسسها البدو المنشوريين القادمين من شمال شرق الصين على تركستان الشرقية وضمتها إلى الصين. ويقال إن هذا الغزو تسبب في مقتل نحو نصف مليون شخص، ولقد ثار الأيجور 42 مرة على حكم إمبراطورية كينج، ونجحوا بالفعل عقب ثورة 1864 في تأسيس مملكة أيجورية مستقلة في كاشغر، أطلقوا عليها "مملكة المدن السبع".

واعترفت كل من الدولة العثمانية، وروسيا القيصرية وبريطانيا العظمى بالدولة الوليدة، إلا أن الصين تحت حكم إمبراطورية "كينج" سارعت بإرسال جيش كبير لإعادة السيطرة على تركستان الشرقية يحفزها الخوف من توسع روسيا القيصرية في الإقليم، وبدعم من بريطانيا التي قدمت للجيش الإمبراطوري قروضا عبر فروع بنوكها في هونج كونج (رغم أنها اعترفت بالمملكة الوليدة )، ألحقت تركستان الشرقية بالصين وأطلق عليها "الإقليم الجديد"، سينكيانج.

وفي عام 1920 وبتأثير البلاشفة الروس أصبحت القومية الأيجورية تشكل تهديدا للسيادة الصينية، ومثلما فعل الاستعمار في الدول العربية قد سعى الروس إلى تشجيع الفصل القومي التعسفي بين الأيجور الخاضعين للصين، والأوزبك الخاضعين للروس، كما شجعوا على التمييز والفرقة بين المتحدثين الأغلبية السنية ذات الثقافة التركية، وبين الأقليات الفارسية الشيعية رغم هيمنة الثقافة الأوزبكية على الجميع.

كل ذلك جرى في إطار تنافس ولعبة بين الأمم الكبرى، روسيا والصين وبريطانيا العظمى على حساب شعوب آسيا الوسطى، التي كانت كلها شعوبا تنتمى لأصل تركي واحد، وتتحدث لغات مشابهة جدا، وخضعت أغلب فترات التاريخ لحكم واحد. كما أن نمط معيشتها وثقافتها متشابه جدا، فضلا عن أنها كانت تجابه تحديات واحدة، ولكن مؤامرات الدول الكبرى انتهت بتفتيتها وإخضاعها لسيطرتها.(قارن ذلك بالتاريخ العربي).

وخضعت سنيكيانج أو تركستان الشرقية لأحد زعماء الحرب الجمهوريين في الصين (الكومانتنج) الذين أنهوا الحكم الإمبراطوري، حيث شجع هذا الزعيم على الفصل بين الثقافة الأيجورية والثقافات المجاورة في آسيا الوسطى. وقام الأيجوريين بهبّات متعددة ضد الحكم الصيني، أثناء سيطرة "الكومنتانج. وأقاموا جمهوريتين خلال الثلاثينيات والأربعينيات تحت اسم جمهورية تركستان الشرقية. وذلك بدعم من الزعيم السوفيتي الشهير جوزيف ستالين، فيما كانت الدولة الصينية منشغلة في التصدي للغزو الياباني، ولم تعترف قط بهاتين الجمهوريتين.

وبعد هزيمة القوميين الصينيين في الحرب الأهلية في عام 1949 لصالح الشيوعيين، وافق قادة جمهورية تركستان الشرقية على التفاوض مع الشيوعيين الماويين لتأسيس تحالف أو رابطة كونفيدرالية بين الصين وبين جمهورية تركستان الشرقية، على أساس القومية الأيجورية، وعلى أساس أن هناك حكما سوفيتيا في الإقليم، ولكن الطائرة التي تحمل قادة جمهورية تركستان الشرقية قتلوا في حادث طائرة وهو متوجهون إلى بكين للتفاوض جول المعاهد.

وقد نُظر إلى الحادث بأنه مؤامرة من قبل الماويين لمنع قيام علاقة متكافئة مع بكين، وسرعان ما أعقب الحادث غزو من قبل الجيش الصيني مكتسحا بقايا القوات المؤيدة للكومانتنج بالإقليم، وكذلك المجموعات الإثنية المعادية لسيطرة قومية "الهان" الرئيسية في الصين.

ثم استسلمت بقايا جمهورية تركستان الشرقية، ووافق قائدها على تحويلها إلى منطقة للحكم الذاتي تحت الاسم الصيني سينيكيانج، وأصبح هذا القائد هو المسؤول الأول في الحزب الشيوعي الصيني في المنطقة، بينما هاجر أغلب قادة الحركة القومية الأيجورية إلى تركيا والغرب، لينتهى الحلم الأيجوري، ولو إلى حين. وتم حظر اسم تركستان الشرقية، واعتبر علمها علما غير شرعي.

وقد أعقب سيطرة الصين على تركستان الشرقية سياسة ممنهجة لتهجير أفراد من قومية الهان المهيمنة على الصين إلى ذلك الإقليم، مما أدى إلى تزايد نسبتهم من 6 % عام 1949 إلى نحو 40 % عام 2000، مقابل 45 % للأيجور، أي أن تعداد الأيجور أصبح أقل من النصف في بلادهم.

واعتمدت الصين، مثلها مثل كل مستعمِر، على تأسيس مستوطنات شبه عسكرية في المناطق الغنية بالمعادن. وبالطبع فإن سياسة الاستيطان القديمة تعتبر أكبر أسباب التوتر، فبرغم أن الأيجور يتمتعون بقدر من الحقوق الدينية والثقافية، إلا أن التوتر الناجم عن الاحتكاك بين المستوطنين الصينيين، وبين السكان الأصليين كان السبب الرئيسي في اندلاع الأحداث الأخيرة.

وتبدو أزمة الأيجور أزمة غير قابلة للحل، برغم الاهتمام الأخير الذي أبدته وسائل الإعلام الدولية مؤخرا بهم. فالأيجور جزء من أكبر دولة في العالم، وهى عملاق صاعد يتقدم ليحتل مكانة كأكبر قوة اقتصادية وسياسية في العالم. وبالتالي أقصي ما يمكن أن يقدمه الغرب للأيجوريين أن يستخدمهم كأداة لإزعاج ومشاكسة العملاق الصيني للضغط عليه، وتشويه صورته والوقيعة بينه وبين العالم الإسلامي.

لكن يستحيل عمليا على الأيجور الحصول على الاستقلال في غفلة من الزمن، مثلما حدث مع الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفييتي. فعلى عكس الاتحاد السوفييتي، فإن الصين دولة شديدة المركزية برغم ضخامتها. ويشكل عرق "الهان" أكثر من نسبة 90 % من سكانها، مما يجعل التهديد الذي تشكله الأقليات محدودا بصفة عامة، ويمكن القضاء عليه بل وسحقه بسهولة، عكس الاتحاد السوفييتي الذي كان نسبة الروس فيه تدور حول النصف فقط، وبالتالي كانت الأقليات تشكل نسبة كبيرة تمثل ضغطا على الدولة السوفييتية، وتحتاج إلى قدر كبير من الجهد والقمع لدرئها عن الانفصال.

أما العملاق البشري الصيني الذي يزيد عدد سكانه عن مليار و300 مليون نسمة، فهو يستطيع إذا تدهورت الأحوال أن يجند جيشا يعادل في تعداده إجمالي عدد الأيجور البالغ عددهم نحو ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة. كما أن الأزمة أعادت الخطاب الصيني الرسمي الى ماضيه الدموي، إذ لم يتورع المسؤولون الصينيون عن توعد مثيري الشغب، ولم يأبهوا بصورة بلادهم أمام الرأي الغربي، أو احتجاجات منظمات حقوق الإنسان، أو مظاهرات تركيا اليتيمة.

كما أن الافتراض القائل بأن الصين يمكن أن ترتدع عن سحق أية هبة للأيجوريين تحسبا لعدم إغضاب الغرب والعالم الإسلامي، أمر غير حقيقي. فالصين بشعورها القومى الحاد لن تجامل أحدا على حساب وحدتها، كما أن هناك حدودا لقدرة الغرب على الضغط على الصين، فهي ليست إيران، أو كوبا، أو كوريا الشمالية.

كما أن الصين قادرة على تسخين ملفات عديدة، مثل الملف النووي الإيراني، أو الكوري. الأهم أن الغرب لا يمتلك الإرادة لممارسة أي ضغط على الصين، خصوصا وأن العنصرية الغربية تظهر في هذه المواقف. فلو أن الأقلية التي تتعرض للاضطهاد هي أقلية مسيحية لاختلف الأمر، وهو ما ظهر في ردود الفعل المتفاوتة للغرب حيال الممارسات السوفييتية القمعية في أواخر العهد الإمبراطوري المنحل، إزاء جمهوريات البلطيق وأذربيجان. حيث تجاهل الغرب القمع السوفييتي للقمع الوحشي للحركة الوطنية الأذربيجانية في عهد ميخائيل جورباتشوف، وأدان الممارسات السوفييتية تجاه جمهوريات البلطيق برغم أنها كانت أقل حدة بكثير.

وقد أخفقت الضغوط الغربية في تحقيق مكاسب جدية للتيبت برغم الشغف الغربي بهذه الحضارة، الذي يفوق بكثير التعاطف المحدود الذي أثارته الأزمة الأخيرة في تركستان الشرقية.

أما العالم الإسلامي والعربي، فإنه مشغول بصراعاته وأزماته الداخلية، وهو في أمس الحاجة لرضا الصين عنه والتي تساهم أحيانا في تنفيس الضغط الغربي عليه، ولم يبق للأيجور سوى شقيقتهم الكبرى تركيا المزهوة بديمقراطيتها وعلمانيتها وإسلاميتها. فهي تبدو أقل دول العالم الإسلامي حاجة الى الصين باقتصادها المنفتح على العالم، وعلاقتها المتوازنة والقوية بالغرب وبروسيا. فهي لا تحتاج سلاحا من بكين، ولا تجري وراء فيتو صيني يحول دون تقديم حكامها إلى المحكمة الجنائية الدولية، ولا تريد دعما لقرار بوقف الاستيطان في الضفة الغربية.

لذا ليس من الغريب أن تكون تركيا هى الأعلي صوتا في الدفاع عن أشقائها الأيجور، يحفزها موقف سياسي قوي، وروح قومية راسخة ترى في نفسها زعيمة للعالم التركي، وروح دينية باسقة تقدم نفسها كرائدة للإسلام المعتدل.

ولا يبقى للأيجور سوى أن ينفضوا حلم الاستقلال، وأن يعملوا على تحقيق تفاهم تاريخي مع الصين، يتضمن تعزيز الحكم الذاتي، والحريات الثقافية والدينية، والتأكيد على ولائهم الكامل للصين الموحدة والعمل على معالجة ملف المهاجرين الهان من خلال التعايش، والمراهنة على عنصر الزمن الكفيل- في حال حياد السلطات المركزية- بإعادة الأغلبية العددية للإقليم الى صالح الأيجور في ظل استثناء الأقليات من قيد الطفل الواحد، وفي ظل طبيعة المجتمعات الإسلامية التي تميل أكثر من غيرها لزيادة السكان.

وكل ذلك يتطلب وجود تقدم عام في الصين فيما يتعلق بملف الديمقراطية وحقوق الإنسان بشكل متدرج ومرن، لا يهدد وحدة الدولة الصينية ويتواكب مع إنجازاتها الاقتصادية والحضارية المذهلة.

وعلى الأيجور أن ينظروا الى نصف الكوب الممتلئ، فإذا أصبحوا مواطنين صينيين كاملي الحقوق، فإنهم سيكونون على الأقل جزءا من مواطني القوى العظمى القادمة (لا محالة)، وسيصبح الأيجوري المسلم سائحا من الدرجة الأولى، يلقى الاحترام في كل المطارات بما فيها المطارات العربية التي رفضت أن تستقبله لاجئا مضطهَدا.

السياسي

الأربعاء، يوليو 15، 2009

معجزة قرانية



النمل يتحطم: معجزة قرآنية
اكتشف العلماء حديثاً أن جسم النملة مزود بهيكل عظمي خارجي صلب يعمل على حمايتها ودعم جسدها الضعيف، هذا الغلاف العظمي الصلب يفتقر للمرونة ولذلك حين تعرضه للضغط فإنه يتحطم كما يتحطم الزجاج! حقيقة تحطم النمل والتي اكتشفت حديثاً أخبرنا بها القرآن الكريم قبل 14 قرناً في خطاب بديع على لسان نملة! قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 18]. فتأمل كلمة (يَحْطِمَنَّكُمْ) وكيف تعبر بدقة عن هذه الحقيقة العلمية؟

يا ليت فرعون يعتبر


نجاة فرعون: فاليوم ننجّيك ببدنك
فرعون كان طاغية عصره.. يقول تعالى عن قصة فرعون وطغيانه ونهايته: (
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) [القصص: 38-40]. ولكن شاء الله تعالى أن يُغرق فرعون وينجِّيه ببدنه فيراه أهل عصرنا فيكون ظاهرة تحير العلماء، وقد كان جسد فرعون لا يزال كما هو وعجب العلماء الذين أشرفوا على تحليل جثته كيف نجا ببدنه على الرغم من غرقه، وكيف انتُزع من أعماق البحر وكيف وصل إلينا اليوم، هذا ما حدثنا عنه القرآن في آية عظيمة يقول فيها تبارك وتعالى: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) [يونس: 92].

يا ليتنا نعقل


الخميس، يوليو 09، 2009

كيف نعيش حياتنا بالرضا ؟


جمال ماضي

هل في طلب رضا الله أوقات محددة ؟

أم أن هــذا الطلـب فـي كـل الأوقـات ؟

هل يرتبط الرضـا بزمان دون زمان ؟

أم أن هذا الطلب يكون في كل زمان ؟

حينما نستعرض معاً ، هؤلاء الذين طلبوا رضا الله في القرآن الكريم ، نجد أنهم اتجهوا إلى الله تعالى سواء بالدعاء أو المناجاة أو الفعل أو العمل ، في كل أوقاتهم ، وفي كل زمان ، بل نقول في كل لحظة تمر عليهم ، وفيهم رمق من الحياة .

ففى موطن الحج ، يقول تعالى على لسان هؤلاء : {ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضونا } المائدة /2

ومع أن الحج الفريضة ، هي مرة واحدة ، في عمر الإنسان ، ولكن لابد أن يتحقق فيها رضا الله تعالى .

وعند هجرة الأصحاب الكرام ، الذين تركوا الدنيا بما فيها ، واتجهوا إلى الله وحده ، كان رضا الله هو رائدهم ، ورائد كل مهاجر اليوم من حال إلى حال ، فالمهاجر العصري ، هو من يترك ما نهى الله عنه ، من مغريات تنتشر حوله كالهواء ، يقول تعالى :{ للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضونا } الحشر / 8 .

حتى الدعاة إلى الله ، الذين يجاهدون في سبيله ، بكل وسائل الدعوة المتاحة لهم ، سياسياً واقتصادياً وإعلامياً ، وثقافياً ، وعلمياً , واجتماعياً , وتربوياً ، هم في أمس الحاجة إلى رضا الله تعالى ، يقول تعالى :{ إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي } الممتحنة / 1 .

ومن أعظم أعمال البناء والتشييد ، بناء بيوت الله ، وتأسيس المساجد ، والمراكز الإسلامية التي تنشر دعوة الله بالحسنى ، ولو لم يكن في تأسيسها الرضا انهارت ، لانهار كبناء وعقار ، وإنما تنهار هدفاً وتحقيقاً ، يقول تعالى : { أفمن أسس بنيانه على تقوى الله ورضوان } التوبة / 109.

والذين يحبون العمل الاجتماعي ، والعمل التطوعي ، وينشرون الخير في مجتمعهم ، عليهم أن يحوزوا سبق الفوز فيما يصنعون ويتحدثون ويخدمون ، وإلا فهي حركة فارغة في المجتمع ، لا معنى لها ، ولا خير فيها ، يقول تعالى : { لا خير في كثير من نجواهم , إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله , نؤتيه أجراً عظيماً } النساء /114.

هل يمكن لأحدنا أن يحدد أوليته في الحياة , في أن تكون هى رضا الله وحده ؟ بمعنى إن تعارضت مع أي شئ آخر مهما كان : ( وظيفته أو أسرته أو عمله أو دراسته أو دعوته أو جماعته أو دنياه ) ، لا أقول يدع عنه هذه الأشياء ، بل إنه يقدمها أو يؤخرها , تحت عنوان : ( إرضاء الله وحده ) .

هل يمـكن فعلاً أن نفعل هذا اليوم ؟

وسط هذه الكوارث والضغوط من حولنا ؟

يمكننا طبعاً ، ولم لا ؟

ولنا أسوة في الصحابي الجليل : صهيب الرومي ، لم يكن عربياً وإنما جاء من أوربا , ولما تمكن الإيمان من قلبه ، لا فرق حينئذ بينه وبين غيره ، يقول تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } الحجرات / 13.

وبلغة عصرنا حينما خيره أهل السلطة الغاشمة الظالمة في مكة , بين أن يهاجر إلى المدينة وبين أن يترك ماله ، وكان تاجراً ثرياً , حتى أنهم عيروه قائلين : جئتنا صعلوكا !! أي لا مال لك ، لقد مر صهيب بلحظة كان لابد أن تحسم وبسرعة ، ولكن كان الأمر واضحاً لا يحتاج إلى حيرة ، ( ما أوليتى ؟ رضا الله , خذوا المال كله ، وأمضى أنا برضا الله ) ، وهذا سر قول النبي صلى الله عليه وسلم , حينما علم بذلك : [ ربح صهيب ربح صهيب ]

وإن كان بلغة عصرنا من يقول : أضاع ماله ، وأهلك تعب عمره ، ودمر مستقبله !! لذلك يقول الله تعالى , ونزلت هذه الآية في صهيب : { ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله } البقرة / 207 .

وإن كان التأني في كل شيء، سبب في أن تحصل على ما تتمنى من كل شيء ، فإننا مأمورون بعدم التأني في الخير ، فطبيعة التعامل معه العجلة والتسرع ، كذلك الأمر في إرضاء الله تعالى ، فقد كان هذا هو فعل الأنبياء ، وعمل المرسلين ، في قوله تعالى :{ وعجلت إليك ربى لترضى }طه / 84 .

ومن أكمل ما يناجى به العبد ربه ، أن يدعوه ، بأن يلهمه العمل الذي فيه إرضاءه ، فكان من دعاء الأنبياء في كتاب الله ، قوله تعالى : [ رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علىّ وعلى والدي ، وأن أعمل صالحاً ترضاه} النمل / 19 .

وأوقات الدعاء هي كل لحظاتنا ، وعلى كل أحوالنا ، لذلك كان طلب الرضا مع كل نفس فيه مناجاة ، ومع كل نبضة تتجه إلى الله ، ومع كل خلجة فيها حياة .

ومن ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم ، في خلواته مع ربه التي لا يراه فيها أحد ، يلجأ إلى الله بطلب الرضا ، تحدثنا عائشة عما رأته في ليلة ظلماء من أمر النبي صلى الله عليه وسلم : عن عائشة رضي الله عنها قالت : فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش , فالتمسته فوقعت يدى على بطنه قدمه وهو في المسجد

وهما منصوبتان وهو يقول : [ اللهم أعوذ برضاك من سخطك , وبمعافاتك من عقوبتك , وأعوذ بك منك , لا أحصى ثناء عليك , أنت كما أثنيت على نفسك ] .

ولم يكن هذا الطلب ، والنبي صلى الله عليه وسلم مقيم في بلده ، وإنما كذلك عند السفر , فقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم : [ اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضي ] .

فمتى نحن نطلب الرضا ؟

هل نطلب الرضا عند الحاجة فقط ؟

هل نطلب الرضا في مواجهة الأزمات فقط ؟

هل نطلب الرضا أمام معارك الحياة فقط ؟

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم , لم يتركه في ليل أو نهار ، في سفر أو إقامة ، في سلم أو حرب ، ولنا أسوة في حبيب قلوبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهي عبارة قليلة الحروف ، تخرج عن معاني عميقة في النفس والقلب ، يقبلها الله تعالى على الفور ، وأمامنا مشهد من المشاهد الرائعة ، لأحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : وهو يردد هذه العبارة : ( الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، كما يحب ربنا ويرضى ) .

يقول صلى الله عليه وسلم :[ والذي بيده ، لقد ابتدرها بضعة وثلاثون مَلكاً أيهم يصعد بها ] .

2- متى يرضى الله عنك ؟

هل سألت نفسك مرة ، كيف يطمئن قلبى أن الله راضٍ عنى ؟

أولاً : عند المواقف

فالله تعالى يرى ويسمع :{ يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور } غافر / 19

فهو يتعامل مع الإنسان منا بالمواقف ، فكن جميلاً في كل المواقف ، خاصة المواقف التي تحتاج إلى قرار حاسم ، سمه قراراً تاريخياً ، قراراً مصيرياً ، قرار حياة أو موت ، فهو موقف والله ينظر إلى المواقف .

مثال : مشهد الأصحاب وهم ينسون في لحظة صدق كل رابط بالأرض ، ولا يتعلقون إلا بموقف فيه هذا القرار الحاسم ، في التوجه لله وحده وبمرضاته عن أي شئ ، إنه موقف أهل البيعة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الموت ، فأنزل الله فيهم قوله تعالى : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } الفتح / 18 .

ثانياً : عند التضحيات

كتب معاوية إلى أم المؤمنين عائشة :( أن اكتبي إلىّ كتاباً توصيني فيه ولا تكثري علىّ )

فكتبت : ( سلام عليك ، أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) يقول : [ من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنه الناس ، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ] . والسلام عليك.

فعند تقديم التضحيات ، يرضى الله عنا ، وأكبر التضحيات أن لا يبحث الإنسان من وراء ما يعمل أرضى الناس أم سخطوا ، فما دام هو متوجه لإرضاء الله وحده فلا عليه ! ، فالذين يسعون لإرضاء الناس - سواء كانوا كباراً أو مسئولين أو مديرين أو أي أحد مهما كان موضعه - تارة بالتملق , وأخرى بالمدح ، أو بالخدمة , أو بفنون الإرضاء البشرى ، غير عابئين برضا الله أو سخطه ، يتخلى الله المعين عنهم ، ويوكلهم إلى هؤلاء الناس ، وهل الناس ينفعون أنفسهم حتى ينفعوا غيرهم ؟ !!

ثالثاً : عند الاختبارات

من الاختبارات القاسية في حياة الإنسان ، أن يمتحن في العواطف والمشاعر، خاصة حب الزوجة أو الولد ، أى في مجال العواطف الأسرية ، ولذلك يأتى النجاح لصالح الحب الأسرى , سواء بين الزوجين أو مع الأبناء ، حينما يتعلق الجميع برضا الله وحده ، فإذا بالحب يتعمق ، وبالعواطف تتأجج دائما نحو الأمان والاستقرار ، ومن أجل ذلك عاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم ، قائلاً : { يا أيها النبى , لم تحرم ما أحل الله لك , تبتغى مرضات أزواجك } التحريم / 1.

رابعاً : نرضى عمن رضى الله عنه

الله تعالى يرضى عن أنبيائه ، ولذلك فإن رضى الإنسان بالأنبياء ، رضى الله تعالى عنه ، فالله تعالى يقول :

{ وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً } مريم / 55 .

والله تعالى يرضى عن الصحابة ، فواجبنا ليرضى عنا الله أن نرضى نحن عنهم ، يقول تعالى : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، رضى الله عنهم ورضوا عنه } التوبة / 100.

خامساً : لا نرضى عمن لم يرضَ الله عنه

من الذين لم يرضَ الله عنهم طائفة من اليهود والنصارى ، الذين لا يرضون عن المؤمنين ، ويحاولون جاهدين إخراج المؤمن عن دينه ، بشتى أنواع الصور ، واليوم يحاربون المؤمنين ثقافياً ومالياً ونفسياً وجنسياً وجسدياً وصحياً ، حتى تتفكك الأواصر بين الأمة الواحدة ، وتضعف الإمكانات لأبنائها ، يقول تعالى : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } البقرة /120.

وليست اليوم ممثلة في ( اتباع الملة ) بل الخروج عن الإسلام ، و بالتبعية لهم ، والتقليد الأعمى , ومناصرة مشروعهم الذي لا يحقق إلا مصالحهم ، بأسماء وحيل , لا ينخدع بها إلا أصحاب المصالح مثلهم , وباختيارهم , مثل : العولمة والماسونية والمشروع الأمريكى الصهيوني والديمقراطية والعالمية والحرية وتحرير المرأة , وغير ذلك , مما له في اسمه طنين ، وفي داخله اصطدام صريح بالإسلام ، وتبعية لملتهم .

كذلك من الذين لا يرضى الله عنهم ، المنافقين ، والمتملقين ، والذين يرفعون الشعـارات ، ويحلفون بالأقسام ، ويزعمون ويدعون ، لحوز الرضا ، والله تعالى لا يرضى عن القوم الفاسقين ، يقول تعالى : { يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } التوبة / 96 . ويقول تعالى : { يحلفون لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين } التوبة / 62 .

3- ثمرات الرضا في الحياة

حياتنا بالرضا هى أحلى حياة ، وما يعود علينا من ثمرات ، هو الذي يحدد مقدار سعادتنا , في أى عمرنحن فيه ، ومن هذه الثمرات :

1ـ جزاء الرضا هو الرضا :

يقول صلى الله عليه وسلم :[ إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضى فله الرضا ، ومن سخط فله السَّخط ] فالذي يتعرض للابتلاء ، يعلم بأنه يكفيه , اختيار الله له بالابتلاء ، وامتحانه في الرضا ، فرضاه بقدر الله , هو رضا من الله عليه .

2- رضا الملائكة عنك :

لما سُأل صفوان : ما جاء بك

قال : ابتغاء العلم

قال : بلغنى أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما فعل

ثم قـال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ ما من خارج ، خرج من بيته ، في طلب العلم ، إلا وضعـت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع ] .

فلو علم الدارسون والباحثون والطلاب اليوم ، على ما ينتظرهم ، من رضا الملائكة ، لنهلوا كل العلوم ، ولا ستزادوا في كل لحظة بالجديد ، ووسائل الحصول اليوم سهلة وميسرة ومتوفرة ، من جامعات ومدارس وتعليم حر ، وتعليم عن بعد ، عن طريق مواقع النت ، والأكاديميات الالكترونية .

ورضا الملائكة ، هو ثناء على الإنسان , لفعله وصنعه وسعيه وعمله وحركته ، يفتح الطريق لرضا الله عنه .

3- أساس النجاح في الحياة :

حياتنا هي تعايشنا مع الناس ، وتعاملاتنا مع المجتمع ، وحركتنا في هذه الدنيا ، وكل واحد منا يحب النجاح ويسعى إليه ، ومن أسهل الطرق للوصول إلى النجاح ، أن يكون الأساس متيناً وقوياً ، وأساس النجاح في حياتنا ، هو الرضا ، وتأمل معي ما ورد في هذه المجالات , من حياتنا اليومية ، في داخل بيوتنا :

أـ في مجال التجارة والرزق :

يقول تعالى :{ ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ، إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم } النساء /29 .

ب- في مجال المقبلين على الزواج :

ــ يقول صلى الله عليه وسلم : [ إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه , إلا تفعلوا , تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ] .

فكان الميزان في الرضا بالدين والخلق .

ــ وحينما سألت عائشة : يا رسول الله إن البكر تستحى ، قال : رضاها صمتها .

فكان الصمت ميزاناً لرضا الفتاة عن خطيبها

ج- في مجال غرفة النوم :

ــ وفي حياة الزوجين ، وفي غرفة النوم ، وفي الجماع ، لابد من توفر الرضا ، يقول صلى الله عليه وسلم :

[ والذي نفسى بيده ، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها ، فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء , ساخطاً عليها , حتى يرضى عنها ] .

وليس الرضا تحكم من الزواج أو سيطرة منه ، وإنما هو الحب الذي يحرك العاطفة ، ويجعل بينهما اللين واللطف والرقة ، ولن يتحقق ذلك إلا من الزوجين معاً ، فالرضا صناعة مشتركة بالتفاهم والحب والمودة .

د - في مجال العلاقات الزوجية :

يقول النبى صلى الله عليه وسلم لعائشة :[ إنى لأعرف غضبك ورضاك قالت : قلت : وكيف تعرف ذاك يا رسول الله ؟ قال : إذا كنت راضية قلت : بلى ورب محمد , وإذا كنت ساخطة , قلت : بلى ورب إبراهيم , قلت : ( أجل لست أهجر إلا اسمك ) ]رواه البخاري .

وكأن عائشة توصى كل زوجين ، بأن أساس العلاقات بينكما هو الرضا ، والرضا في القلب ، بالحب والإحساس به ، وحركة اللسان فقط هي تعبير شكلي ، ولكن الحب محفور في القلب ، والهجر للاسم والشكل فقط .

4- الفوز بالرضوان الأكبر :

كيف تفوز بالرضوان الأكبر ، الذى هو النظر إلى وجه الله الكريم ؟

ليس لذلك إلا طريق واحد ، بالرضا عن الإيمان ، يستوى في ذلك الرجل والمرأة , ولذلك يقول تعالى : { وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات عدن , تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ، ومساكن طيبة في جنات عدن ، ورضوان من الله أكبر ، ذلك هو الفوز العظيم }التوبة / 72 .

5- البشارة بالجنة :

قي قوله تعالى : { يبشرهم ربهم , برحمة منه ورضوان , وجنات لهم , فيها نعيم مقيم } التوبة / 21 .

ويقول تعالى :{ هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ، لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار , خالدين فيها , رضى الله عنهم , ورضوا عنه , ذلك هو الفوز العظيم } ويقول تعالى : { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية }

وتأملوا معي , آخر أهل الجنة ، كيف أن الرضا , هو الذي أنقذه من النار : ( إنه رجل يجئ بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة

فيقول : أى رب كيف وقد نزل الناس منازلهم ؟

فيقال : أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلِك من من ملوك الدنيا ؟

فيقول : رضيت رب

فيقول : لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله

فقال في الخامسة : رضيت ربِ فيقول هذا لك وعشرة أمثاله

ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك

فيقول : رضيت رب

وهذا مصداق لقوله تعالى : { فهو في عيشة راضية } الحاقة / 21 .

إن بمـقدورنا أن نصنع هذا الإنقاذ في يومنا , برضانا بالحال ، ورضانا بالمال ، ورضانا بأهلنا ، ورضانا بأعمالنا ، ورضانا بأبنائنا ، ونعلنها من اللحظة , لله تعالى : ( رضيت رب ) .

6- الرضا نجاة من الصعاب :

الحياة كبد كلها ، ليصنع الإنسان سعادته ، فالسعادة بيدنا وليست بيد غيرنا ، والرضا هو النجاة من الكوارث والمصائب والأزمات ، وهذا المشهد كم هو يفصح عن المعانى دون كلام :

أتى رجل , خالَ أنس , فطعنه من ظهره ، فقال على الفور : فزت وربِّ الكعبة , فقال صلى الله عليه وسلم :

[ إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا : اللهم بلغ عنا نبينا .. أنا قد لقيناك .. فرضينا عنك ..فارض عنا ] .

فكأن الزمان تخلى عن أبعاده ، فوصل ما يريدون وما يرغبون في تبليغه ، لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، بفضل رضاهم عن ربهم , وطلبهم أن يرضى الله عنهم.

الثلاثاء، يونيو 23، 2009

الله يعزك يا حماس




خطوات التغيير العشرة


أ. جمال ماضي
قبل أن نخوض في بحر التغيير ، ما رأيك أولاً في أن نتعرف على الخطوات التي تؤهلنا للتعبير ، من تغيير الحالة النفسية ، فكما قالوا : التخلية قبل التحلية ، وإزالة الرواسب هى الخطوة التي تسبق الغرس ، فالأرض تمهد لتستقبل البذرة ، التى تنمو بعون الله ورعايته , ثم جهد الإنسان ومهارته وتغلبه على الصعوبات , ومقدرته على صناعة بيئة صالحة .وما خطوات التغيير العشرة إلا ممارسة هذه الأشياء ، فما هي خطوات التهيئة الأولى؟ والتي نطلق عليها : في ( مشروع التغيير ) : تهيئة الحالة النفسية ، التي ستحمل أمانة التغيير ، وتنفذ أكبر مشروع في حياة الإنسان .
ما قبل الخطوات : تغيير الحالة النفسية
أولاً : اعترف
كم هم هؤلاء الذين يظنون أنهم لا يخطئون وإن كان الخطأ ظاهراًً ، تراهم يرمون بالمسئولية على غيرهم ، حتى يقنعوا أنفسهم بأنهم بعيدون عن الخطأ ، وبالتالي تتراكم أخطاؤهم دون أن يدروا ليصبحوا وجهاً لوجه أمام كارثة نفسية ، لا يعلم مداها إلا الله تعالى .
إن لحظة الاعتراف بالخطأ تحمى صاحبها ، وتبصره بطريق العلاج ، وتوطد صلته بالناس ، وتجعله في راحة نفسية لم تكن يتوقعها ، ليس العيب في الخطأ فكل ابن آدم خطاء ، ولكن العيب في عدم رؤية الخطأ والاعتراف به ، ولنا قدوة في أول خطأ لأبينا آدم عليه السلام وأمنا حواء عليها السلام :{ قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } الأعراف / 23 .
فالاعتراف بالخطأ لابد أن يصحبه الألم والندم ، الذي يدفع الإنسان نحو الطاعة , وليس الألم والندم الذي يدفع إلى المعصية أو المزيد منها , أو الإحباط واليأس , والانعزال النفسي ، فقد بدأت حياة جديدة على الأرض لزوجين ، بدأت منهما أول أسرة على كوكبنا ، بفضل الاعتراف بالخطأ , وإظهار مرارة الألم ، يقول تعالى :{ وتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه } البقرة / 37 .
وهكذا انطلقت أول حياة عى أرضنا .
ثانيا : تحمّل
ما سر قوة الإنسان ؟
هل تنبع من أسباب خارج ذاته ، أم أنها تنبع من عميق كيانه ؟
ليس الأمر محير ، بل هو واضح جداً ، القوة الحقيقية تنبع من داخل أنفسنا ، وليس بعون من البشر ، وإنما بعون من الله الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه ، ولذلك فحينما نستعين بقوة من الله ، فنحن الأقوياء بالله ، ولكن بإصرارنا وعزمنا وهمتنا .
وخطوات هذا الإصرار واضحة لاستعادة عافيتنا وقوتنا وهى :
1- أنت الذي تتحمل المسئولية كاملة عما يعتريك من ضيق وألم .
2- أنت الذي تكتشف سر ما أنت فيه من ألم فأنت سبب الداء .
3- أنت الذي عنده الدواء مع كل ما تشعر به من ضيق وتبرم .
ووفق هذه الخطوات فأنت مَنْ يقوى على تصريف أمورك ...
فلماذا التبريرات ؟
ولماذا تستعين بأسباب خارج نفسك ؟
ثالثاً : تحرّر
فمن التبريرات تصنع أنت تعاستك ، فماذا بعد أن اقتنعنا بأن كل واحد منا مسئول عن تصرفاته وسلوكه ؟ وهذا هو سر القوة ، وكل ما عدا ذلك فهو ضعف يعترى الإنسان ، مثل :
دعني أنا غارق في التفكير ، حالتي ضعيفة نفسياً وهذا حقي في أن أشعر بذلك ، حالتي خطيرة ولا يهتم بي أحد، لا يفهم أحد مقدار مشاكلي التي لا تعد ولا تحصي .
لماذا لا تتحرر من هذه الأوهام ؟ بماذا ؟ بشيء واحد :
واجه التحديات والمشكلات ، ولا تلجأ إلى هذه الأوهام فإنها تدمرك
عش الواقع ، حلل ما أنت فيه ، ثم قم بتجميع أفكارك
وتريث واهدأ وقدّم العقل في ترتيب التنفيذ
بالله عليك ماذا خسرت ؟!!
رابعاً : لا تشكو
من أسهل ما يمكن في حياتنا ، أن نقول لمن أمامنا : ( أنت السبب ) ، سواء كان ذلك في أعمالنا أو مع زوجاتنا أو مع أولادنا ، ونحسب بذلك أننا قد حصلنا على حكم بالبراءة من جريمتنا !، إن إلقاء اللوم على الآخرين ، هو إدانة لنا وليس نجاحاً ، فالتفكير بايجابية ، هو ما يجعلنا نطرح عن تفكيرنا كل سيء إلى أنفسنا وذواتنا ، لتكون نقطة انطلاق ،إننا إن لم نكن نملك هذه النظرة الإيجابية ضيعنا أوقاتنا في الشكوى ، نشكو أنفسنا ودنيانا وأعمالنا وبيوتنا إلى الناس ، حتى ندمن ذلك ، ونظن أننا قمنا بحل المشكلات ، وأن الشكوى قد أزالت الصعاب.
وبعد :
سرْ على بركة الله
انظر بعمق بعيداً
اتجه إلى الله بالدعاء
اتخذ قرارك بالتغيير
التغيير نحو الأفضل
ولا تيأس من رحمة الله
خطوات التغيير العشرة
1- أنت مَنْ تستطيع التغيير
{ لقد كان لـكم في رسـول الله أسـوة حسـنة لمـن كان يرجـو الله والـيوم الآخر وذكر الله كثيراً } الأحزاب / 21.
فهذا فرد غيرّ وجه العالم بمفرده ، لنا فيه أسوة ، والذي يأمرنا هو الله تعالى ، لحكمة يعلمها الله ، وهى أن في استطاعة كل منا التغيير ، فأنت مَنْ يستطيع التغيير ، وفي قدرتك أن تغير ، يقول تعالى :
{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } الرعد / 11 .
وهذه سنة التغيير ، قائمة علينا ، والخبير بنا تعالى هو الذي خلق ذلك في استطاعتنا ، فلماذا التواني ؟
2- أنت قادر على صنع التغيير
يقول تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } الذاريات / 56 .
فالله سهّل لنا العمل في الحياة ، وكيف ننطلق فيها ، بتعرفنا على الهدف والغاية ، فالعاقل له في كل خطوة هدف محدد ، وبرنامجنا في الحياة هو السعي وعمارتها ، واكتشاف الجمال في مخلوقات الله ، وهذا هو الإيمان العميق الذي يدفع الإنسان إلى صناعة التغيير .
3- أنت محاسب على كل قول أو فعل
يقول تعالى : { وقفوهم إنهم مسئولون } الصافات / 24 .
فلا مسئولية بدون حساب ، وأنت مكلف ، وكل تكليف ، يعقبه حساب ، والسائل هو الأعلى تعالى ، الذي لم يخلقنا هملاً ، يقول تعالى : { أيحسب الإنسان أن يترك سدى }القيامة / 36 .
فكل قول أو فـعـل أو حـركة ، هى مـسئوليتـك أنت ، يقـول تـعالى : { ولا تـزر وازرة وزر أخـرى } فاطر /18
فلا يتحمل أحد مسئولية غيره ، فكل خطوة ، وكل كلمة ، وكل جملة ، وكل شيء ، له قدر ومكان في هذا الوجود ، هذا ما يجب أن نفهمه , ونحن في مشروع التغيير .
4- أن تؤمن بالتغيير والالتزام به
لو كان التغيير كلاماً وخطباً ومطالبات لكان الأمر هيناً وسهلاً ، ولكن التغيير هو التزام وسلوك ، لا يتحقق في الواقع إلا إذا كان الإيمان به عميقاً في داخلنا ، والقناعة به كاملة ، حتى يكون هو أعصابنا التي تلتهب ، وأنفاسنا التي تؤكد على وجودنا في الحياة ، والالتزام به يعنى :
ـ تقوية الصلة بالله واستمداد عونه.
ـ الاطلاع الدائم والتدريب المستمر.
ـ الفاعلية المنضبطة الحكيمة العملية.
ـ الثقة بالنفس ومحاسبتها.
ـ الاستفادة بالوقت وفرص الأقدار.
5- الذاتية والمسئولية الفردية :
كل جهد نابع من النفس دون إجبار أو متابعة ؛ هو ما يعرف بالذاتية ، وأولى المسئوليات في الذاتية ، مسئوليتك عن نفسك ، سواء في أعمال فردية أو في أعمال جماعية ، فإيمانك بالتغيير هو التزام وعهد مع نفسك ، وإن تخلى عنه الآخرون ، وإن حاصرتك الضغوط فكل ذلك لا يعفيك عن المسئولية الذاتية ، فمن يعلم ما في داخلك مثلك ؟ عيوبها ومداخلها وقصورها وضعفها ، هو أنت ، وأنت القادر على التعامل معها ، فمن العيب أن تقول :
ماذا أفعل ، لا أستطيع بمفردي ، أريد مساعدة ، إنني منتظر التكليف من الإدارة ، أعطوني تصريحاً وانظروا ماذا أفعل ؟ .
6- لا تشغل بالك بفرعيات التنفيذ :
التغيير هو معرفتك بالهدف : لماذا تغير ، وما الذي تغيره ؟
فإن كان هذا الأمر واضحاً ، فاطمئن تماماً أن وسائل وطرق التغيير ، ستأتى بين يديك ، وليس معنى ذلك ألا تفكر فيها وتستعد لها ، وإنما هى من المتغيرات وفق الأحوال المتقلبة والمتغيرة , حتلى لا تنشغل بطريقة أو وسيلة عن الهدف ، ولا تنشغل بفرع عن الأصل ، هذا التداخل هو الذي يؤخر قرارنا أحياناً ، وإن ضاعت الكليات سبحنا في فرعيات , تؤخر ما نصبو إليه ، فيجب الانتباه إلى هذا القيد الخفي .
7- ابدأ بالمتاح ولا تكن مثالياً :
البعض ينتظر حتى تتوفر الإمكانات ، ثم يقول :
الآن انطلق ، اللحظة أغير
ومن يضمن توفر الإمكانات ؟
ومن يضمن الانتظار ؟
احسب المتوفر لديك ، ورتب المتاح الآن ، وابدأ واجتهد ، فالمثالية قد تؤخر التغيير بلا داعى ، وليس معنى ذلك أننا لا نسعى لتحقيق الأمور المتميزة المثالية في حياتنا ، ولكن لن نصل إليها ، إلا بالعمل , والحركة إليها , والاجتهاد في الوصول لها ، لأنها عزيزة تنتظر من يأتى إليها .
ولذلك لا تقل :
ـ ما زلت مبتدئاً
ـ الأمر الآن فوضي
ـ الأحوال على مالا يرام
8- امتلك الوعى والكياسة :
هل في استطاعة أحد أن يغير شيئاً لا يعرفه ؟
هل في استطاعة أحد أن يغير شيئاً لا علم له به ؟
إن أصل التغيير هو المعرفة ، هو العلم به ، هو الوعى به ، هو الإدراك لمعانيه ، بشيء من الفهم والكياسة ووالذكاء ، وهذا هو طريق التغيير .
لقد اشترط بعضهم الوعى والكياسة قبل البدء في عملية التغيير ، فإنها أولى خطوات التنفيذ ، وبداية طريق الممارسة .
9- احلم وتخيل ومارس :
بعد الوعى وبعد المعرفة ، وبعد الانطلاق في طريق التغيير ، أنت بحاجة إلى طاقة وزاد مستمر ، احلم وتخيل وتأمل واترك العنان لعقلك ، ثم حول الأحلام إلى واقع ، والأفكار إلى تطبيق .
بالممارسة والعمل والانشغال ، وهى دائرة لا تنتهي ، أنت مشغول بالأمر في عاطفتك وبدنك ووقتك وأحوالك وأعصابك ، فستأتيك الأفكار تترى عليك ، وستجد الأحلام تتساقط على عقلك ، فبادر وأسرع بإحيائها في الواقع ، وامنحها روح الحياة ، هنالك تشعر بنشوة المولود الجديد ، وحركة الجسد الذي كان بالأمس جماداً لا حراك فيه .
10ـ تغير أنت أولاً :
لضمان النجاح في مشروع التغيير ، في أى جانب من جوانب حياتك اليومية ، هو أنت ، لقد بدأت الخطوات من حيث أنت ، وكذلك تنتهى من حيث أنت ، لاتطلب من الآخرين أن يتغيروا ، تغيّر أنت أولاً فسرعان ما يتغيرون.
التزم ، اصدق ، اجتهد ، حاول , اصعد ، ارتق ، تفاعل ، شارك ، اقتحم ، غامر ، بادر ، ابتسم ، ... ، ... ، ... حتما سترى الوجود متغيراً كما تشاء .