
جمال ماضي
هل في طلب رضا  الله أوقات محددة ؟
أم أن هــذا  الطلـب فـي كـل الأوقـات ؟
هل يرتبط  الرضـا بزمان دون زمان ؟ 
أم أن هذا  الطلب يكون في كل زمان ؟
حينما نستعرض معاً ، هؤلاء الذين  طلبوا رضا الله في القرآن الكريم ، نجد أنهم اتجهوا إلى الله تعالى سواء بالدعاء أو  المناجاة أو الفعل أو العمل ، في كل أوقاتهم ، وفي كل زمان ، بل نقول في كل لحظة  تمر عليهم ، وفيهم رمق من الحياة .
ففى موطن الحج ، يقول تعالى على لسان  هؤلاء : {ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم  ورضونا } المائدة /2 
ومع أن الحج الفريضة ، هي مرة واحدة ،  في عمر الإنسان ، ولكن لابد أن يتحقق فيها رضا الله تعالى  .
وعند هجرة الأصحاب الكرام ، الذين  تركوا الدنيا بما فيها ، واتجهوا إلى الله وحده ، كان رضا الله هو رائدهم ، ورائد  كل مهاجر اليوم من حال إلى حال ، فالمهاجر العصري ، هو من يترك ما نهى الله عنه ،  من مغريات تنتشر حوله كالهواء ، يقول تعالى :{ للفقراء  المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضونا }  الحشر / 8 .
حتى الدعاة إلى الله ، الذين يجاهدون  في سبيله ، بكل وسائل الدعوة المتاحة لهم ، سياسياً واقتصادياً وإعلامياً ،  وثقافياً ، وعلمياً , واجتماعياً , وتربوياً ، هم في أمس الحاجة إلى رضا الله تعالى  ، يقول تعالى :{ إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء  مرضاتي } الممتحنة / 1 .
ومن أعظم أعمال البناء والتشييد ،  بناء بيوت الله ، وتأسيس المساجد ، والمراكز الإسلامية التي تنشر دعوة الله بالحسنى  ، ولو لم يكن في تأسيسها الرضا انهارت ، لانهار كبناء وعقار ، وإنما تنهار هدفاً  وتحقيقاً ، يقول تعالى : { أفمن أسس بنيانه على تقوى الله  ورضوان } التوبة / 109.
والذين يحبون العمل الاجتماعي ،  والعمل التطوعي ، وينشرون الخير في مجتمعهم ، عليهم أن يحوزوا سبق الفوز فيما  يصنعون ويتحدثون ويخدمون ، وإلا فهي حركة فارغة في المجتمع ، لا معنى لها ، ولا خير  فيها ، يقول تعالى : { لا خير في كثير من نجواهم , إلا من  أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله , نؤتيه  أجراً عظيماً } النساء /114.
هل يمكن لأحدنا أن يحدد أوليته في  الحياة , في أن تكون هى رضا الله وحده ؟   بمعنى إن تعارضت مع أي شئ آخر مهما كان : (  وظيفته أو أسرته أو عمله أو دراسته أو دعوته أو جماعته أو دنياه ) ، لا أقول  يدع عنه هذه الأشياء ، بل إنه يقدمها أو يؤخرها , تحت عنوان : ( إرضاء  الله وحده ) .
هل يمـكن فعلاً أن نفعل هذا اليوم  ؟
وسط هذه الكوارث والضغوط من حولنا  ؟
يمكننا طبعاً ، ولم لا ؟  
ولنا أسوة في الصحابي الجليل : صهيب  الرومي ، لم يكن عربياً وإنما جاء من أوربا , ولما تمكن الإيمان من قلبه ، لا فرق  حينئذ بينه وبين غيره ، يقول تعالى : { إن أكرمكم عند  الله أتقاكم } الحجرات / 13.
وبلغة عصرنا حينما خيره أهل السلطة  الغاشمة الظالمة في مكة , بين أن يهاجر إلى المدينة وبين أن يترك ماله ، وكان  تاجراً ثرياً , حتى أنهم عيروه قائلين : جئتنا صعلوكا !! أي لا مال لك ، لقد مر  صهيب بلحظة كان لابد أن تحسم وبسرعة ، ولكن كان الأمر واضحاً لا يحتاج إلى حيرة ، (  ما  أوليتى ؟ رضا الله , خذوا المال كله ، وأمضى أنا برضا الله ) ، وهذا سر قول  النبي صلى الله عليه وسلم , حينما علم بذلك : [ ربح  صهيب ربح صهيب ] 
وإن كان بلغة عصرنا من يقول : أضاع  ماله ، وأهلك تعب عمره ، ودمر مستقبله !!  لذلك يقول الله تعالى , ونزلت هذه الآية في صهيب  : { ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله }  البقرة / 207 .
وإن كان التأني في كل شيء، سبب في أن  تحصل على ما تتمنى من كل شيء ، فإننا مأمورون بعدم التأني في الخير ، فطبيعة  التعامل معه العجلة والتسرع ، كذلك الأمر في إرضاء الله تعالى ، فقد كان هذا هو فعل  الأنبياء ، وعمل المرسلين ، في قوله تعالى :{ وعجلت إليك  ربى لترضى }طه / 84 .
ومن أكمل ما يناجى به العبد ربه ، أن  يدعوه ، بأن يلهمه العمل الذي فيه إرضاءه ، فكان من دعاء الأنبياء في كتاب الله ،  قوله تعالى : [ رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علىّ  وعلى والدي ، وأن أعمل صالحاً ترضاه} النمل / 19 .    
وأوقات الدعاء هي كل لحظاتنا ، وعلى  كل أحوالنا ، لذلك كان طلب الرضا مع كل نفس فيه مناجاة ، ومع كل نبضة تتجه إلى الله  ، ومع كل خلجة فيها حياة .
ومن ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم  ، في خلواته مع ربه التي لا يراه فيها أحد ، يلجأ إلى الله بطلب الرضا ، تحدثنا  عائشة عما رأته في ليلة ظلماء من أمر النبي صلى الله عليه وسلم : عن عائشة رضي الله  عنها قالت : فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش , فالتمسته فوقعت  يدى على بطنه قدمه وهو في المسجد 
وهما منصوبتان وهو يقول : [ اللهم أعوذ برضاك من سخطك , وبمعافاتك من عقوبتك , وأعوذ  بك منك , لا أحصى ثناء عليك , أنت كما أثنيت على نفسك ]  .
ولم يكن هذا الطلب ، والنبي صلى الله  عليه وسلم مقيم في بلده ، وإنما كذلك عند السفر , فقد كان من دعائه صلى الله عليه  وسلم : [ اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى  ومن العمل ما ترضي ] .
فمتى نحن نطلب  الرضا ؟
هل نطلب الرضا  عند الحاجة فقط ؟
هل نطلب الرضا  في مواجهة الأزمات فقط ؟
هل نطلب الرضا  أمام معارك الحياة فقط ؟
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ,  لم يتركه في ليل أو نهار ، في سفر أو إقامة ، في سلم أو حرب ، ولنا أسوة في حبيب  قلوبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهي عبارة قليلة الحروف ، تخرج عن معاني  عميقة في النفس والقلب ، يقبلها الله تعالى على الفور ، وأمامنا مشهد من المشاهد  الرائعة ، لأحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : وهو يردد هذه العبارة : ( الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، كما يحب ربنا  ويرضى ) .
يقول صلى الله عليه وسلم :[ والذي بيده ، لقد ابتدرها بضعة وثلاثون مَلكاً أيهم يصعد  بها ] . 
2- متى يرضى  الله عنك ؟
هل سألت نفسك مرة ، كيف يطمئن قلبى أن  الله راضٍ عنى ؟
أولاً : عند  المواقف 
فالله تعالى يرى ويسمع :{ يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور } غافر /  19
فهو يتعامل مع الإنسان منا بالمواقف ،  فكن جميلاً في كل المواقف ، خاصة المواقف التي تحتاج إلى قرار حاسم ، سمه قراراً  تاريخياً ، قراراً مصيرياً ، قرار حياة أو موت ، فهو موقف والله ينظر إلى المواقف  .
مثال : مشهد الأصحاب وهم ينسون في لحظة صدق كل  رابط بالأرض ، ولا يتعلقون إلا بموقف فيه هذا القرار الحاسم ، في التوجه لله وحده  وبمرضاته عن أي شئ ، إنه موقف أهل البيعة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم  على الموت ، فأنزل الله فيهم قوله تعالى : { لقد رضي الله  عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } الفتح / 18  .
ثانياً : عند  التضحيات 
كتب معاوية إلى أم المؤمنين عائشة :(  أن اكتبي إلىّ كتاباً توصيني فيه ولا تكثري  علىّ ) 
فكتبت : ( سلام عليك  ، أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) يقول : [ من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنه الناس ، ومن  التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ] . والسلام  عليك.
فعند تقديم التضحيات ، يرضى الله عنا  ، وأكبر التضحيات أن لا يبحث الإنسان من وراء ما يعمل أرضى الناس أم سخطوا ، فما  دام هو متوجه لإرضاء الله وحده فلا عليه ! ، فالذين يسعون لإرضاء الناس - سواء  كانوا كباراً أو مسئولين أو مديرين أو أي أحد مهما كان موضعه - تارة بالتملق ,  وأخرى بالمدح ، أو بالخدمة , أو بفنون الإرضاء البشرى ، غير عابئين برضا الله أو  سخطه ، يتخلى الله المعين عنهم ، ويوكلهم إلى هؤلاء الناس ، وهل الناس ينفعون  أنفسهم حتى ينفعوا غيرهم ؟ !!
ثالثاً : عند  الاختبارات 
من الاختبارات القاسية في حياة  الإنسان ، أن يمتحن في العواطف والمشاعر، خاصة حب الزوجة أو الولد ، أى في مجال  العواطف الأسرية ، ولذلك يأتى النجاح لصالح الحب الأسرى , سواء بين الزوجين أو مع  الأبناء ، حينما يتعلق الجميع برضا الله وحده ، فإذا بالحب يتعمق ، وبالعواطف تتأجج  دائما نحو الأمان والاستقرار ، ومن أجل ذلك عاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم ،  قائلاً : { يا أيها النبى , لم تحرم ما أحل الله لك ,  تبتغى مرضات أزواجك } التحريم / 1. 
رابعاً : نرضى  عمن رضى الله عنه 
الله تعالى يرضى عن أنبيائه ، ولذلك  فإن رضى الإنسان بالأنبياء ، رضى الله تعالى عنه ، فالله تعالى يقول :  
{ وكان يأمر  أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً } مريم / 55 .  
والله تعالى يرضى عن الصحابة ،  فواجبنا ليرضى عنا الله أن نرضى نحن عنهم ، يقول تعالى : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم  بإحسان ، رضى الله عنهم ورضوا عنه } التوبة /  100.
خامساً : لا  نرضى عمن لم يرضَ الله عنه 
من الذين لم يرضَ الله عنهم طائفة من  اليهود والنصارى ، الذين لا يرضون عن المؤمنين ، ويحاولون جاهدين إخراج المؤمن عن  دينه ، بشتى أنواع الصور ، واليوم يحاربون المؤمنين ثقافياً ومالياً ونفسياً  وجنسياً وجسدياً وصحياً ، حتى تتفكك الأواصر بين الأمة الواحدة ، وتضعف الإمكانات  لأبنائها ، يقول تعالى : { ولن ترضى عنك اليهود ولا  النصارى حتى تتبع ملتهم } البقرة /120. 
وليست اليوم ممثلة في ( اتباع الملة  ) بل الخروج عن الإسلام ، و بالتبعية لهم ، والتقليد الأعمى , ومناصرة  مشروعهم الذي لا يحقق إلا مصالحهم ، بأسماء وحيل , لا ينخدع بها إلا أصحاب المصالح  مثلهم , وباختيارهم , مثل : العولمة والماسونية والمشروع الأمريكى الصهيوني  والديمقراطية والعالمية والحرية وتحرير المرأة , وغير ذلك , مما له في اسمه طنين ،  وفي داخله اصطدام صريح بالإسلام ، وتبعية لملتهم .
كذلك من الذين لا يرضى الله عنهم ،  المنافقين ، والمتملقين ، والذين يرفعون الشعـارات ، ويحلفون بالأقسام ، ويزعمون  ويدعون ، لحوز الرضا ، والله تعالى لا يرضى عن القوم الفاسقين ، يقول تعالى : {  يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى  عن القوم الفاسقين } التوبة / 96 . ويقول تعالى : { يحلفون لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا  مؤمنين } التوبة / 62 . 
3- ثمرات الرضا  في الحياة
حياتنا بالرضا هى أحلى حياة ، وما  يعود علينا من ثمرات ، هو الذي يحدد مقدار سعادتنا , في أى عمرنحن فيه ، ومن هذه  الثمرات : 
1ـ جزاء الرضا هو الرضا :
يقول صلى الله عليه وسلم :[ إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً  ابتلاهم ، فمن رضى فله الرضا ، ومن سخط فله السَّخط ] فالذي يتعرض للابتلاء  ، يعلم بأنه يكفيه , اختيار الله له بالابتلاء ، وامتحانه في الرضا ، فرضاه بقدر  الله , هو رضا من الله عليه .
2- رضا الملائكة عنك : 
لما سُأل صفوان : ما جاء بك 
قال : ابتغاء العلم  
قال : بلغنى أن الملائكة تضع أجنحتها  لطالب العلم رضا بما فعل 
ثم قـال : سمعت رسول الله صلى الله  عليه وسلم يقول : [ ما من خارج ، خرج من بيته ، في  طلب العلم ، إلا وضعـت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع ]  .
فلو علم الدارسون والباحثون والطلاب  اليوم ، على ما ينتظرهم ، من رضا الملائكة ، لنهلوا كل العلوم ، ولا ستزادوا في كل  لحظة بالجديد ، ووسائل الحصول اليوم سهلة وميسرة ومتوفرة ، من جامعات ومدارس وتعليم  حر ، وتعليم عن بعد ، عن طريق مواقع النت ، والأكاديميات الالكترونية  .
ورضا الملائكة ، هو ثناء على الإنسان , لفعله  وصنعه وسعيه وعمله وحركته ، يفتح الطريق لرضا الله عنه .
3- أساس النجاح في الحياة :  
حياتنا هي تعايشنا مع الناس ،  وتعاملاتنا مع المجتمع ، وحركتنا في هذه الدنيا ، وكل واحد منا يحب النجاح ويسعى  إليه ، ومن أسهل الطرق للوصول إلى النجاح ، أن يكون الأساس متيناً وقوياً ، وأساس  النجاح في حياتنا ، هو الرضا ، وتأمل معي ما ورد في هذه المجالات , من حياتنا  اليومية ، في داخل بيوتنا : 
أـ في مجال  التجارة والرزق :
يقول تعالى :{ ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ، إلا  أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم } النساء /29 .
ب- في مجال  المقبلين على الزواج :
ــ يقول صلى الله عليه وسلم : [ إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه , إلا تفعلوا ,  تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ] .
فكان الميزان في الرضا بالدين والخلق  . 
ــ وحينما سألت عائشة : يا رسول الله  إن البكر تستحى ، قال : رضاها صمتها  .
فكان الصمت ميزاناً لرضا الفتاة عن خطيبها 
ج- في مجال  غرفة النوم :
ــ وفي حياة الزوجين ، وفي غرفة النوم  ، وفي الجماع ، لابد من توفر الرضا ، يقول صلى الله عليه وسلم :  
[ والذي نفسى  بيده ، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها ، فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ,  ساخطاً عليها , حتى يرضى عنها ] .  
وليس الرضا تحكم من الزواج أو سيطرة  منه ، وإنما هو الحب الذي يحرك العاطفة ، ويجعل بينهما اللين واللطف والرقة ، ولن  يتحقق ذلك إلا من الزوجين معاً ، فالرضا صناعة مشتركة بالتفاهم والحب والمودة  .
د - في مجال  العلاقات الزوجية :
يقول النبى صلى الله عليه وسلم لعائشة  :[ إنى لأعرف غضبك ورضاك قالت : قلت : وكيف تعرف ذاك  يا رسول الله ؟ قال : إذا كنت راضية قلت : بلى ورب محمد , وإذا كنت ساخطة , قلت :  بلى ورب إبراهيم , قلت : ( أجل لست أهجر إلا اسمك ) ]رواه البخاري  .
وكأن عائشة توصى كل زوجين ، بأن أساس  العلاقات بينكما هو الرضا ، والرضا في القلب ، بالحب والإحساس به ، وحركة اللسان  فقط هي تعبير شكلي ، ولكن الحب محفور في القلب ، والهجر للاسم والشكل فقط  .
4- الفوز بالرضوان الأكبر :
كيف تفوز بالرضوان الأكبر ، الذى هو النظر إلى وجه الله الكريم  ؟
ليس لذلك إلا طريق واحد ، بالرضا عن  الإيمان ، يستوى في ذلك الرجل والمرأة , ولذلك يقول تعالى : { وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات عدن , تجرى من تحتها الأنهار  خالدين فيها ، ومساكن طيبة في جنات عدن ، ورضوان من الله أكبر ، ذلك هو الفوز  العظيم }التوبة / 72 .
5- البشارة بالجنة :
قي قوله تعالى : { يبشرهم ربهم , برحمة منه ورضوان , وجنات لهم , فيها نعيم  مقيم } التوبة / 21 .
ويقول تعالى :{ هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ، لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار  , خالدين فيها , رضى الله عنهم , ورضوا عنه , ذلك هو الفوز العظيم }  ويقول تعالى : { يا  أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية }  
وتأملوا معي , آخر أهل الجنة ، كيف أن  الرضا , هو الذي أنقذه من النار : ( إنه رجل يجئ بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة ،  فيقال له : ادخل الجنة 
فيقول : أى رب كيف وقد نزل الناس  منازلهم ؟ 
فيقال : أترضى أن يكون لك مثل مُلك  مَلِك من من ملوك الدنيا ؟
فيقول : رضيت رب  
فيقول : لك ذلك ومثله ومثله ومثله  ومثله
فقال في الخامسة : رضيت ربِ  فيقول  هذا لك وعشرة أمثاله  
ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك  
فيقول : رضيت رب  
وهذا مصداق لقوله تعالى : { فهو في عيشة راضية } الحاقة / 21  .
إن بمـقدورنا أن نصنع هذا الإنقاذ في  يومنا , برضانا بالحال ، ورضانا بالمال ، ورضانا بأهلنا ، ورضانا بأعمالنا ، ورضانا  بأبنائنا ، ونعلنها من اللحظة , لله تعالى : ( رضيت  رب ) .
6- الرضا نجاة من الصعاب :
الحياة كبد كلها ، ليصنع الإنسان  سعادته ، فالسعادة بيدنا وليست بيد غيرنا ، والرضا هو النجاة من الكوارث والمصائب  والأزمات ، وهذا المشهد كم هو يفصح عن المعانى دون كلام :  
أتى رجل , خالَ أنس , فطعنه من ظهره ،  فقال على الفور : فزت وربِّ الكعبة , فقال صلى الله عليه وسلم  :
[ إن إخوانكم  قد قتلوا وإنهم قالوا : اللهم  بلغ عنا نبينا .. أنا قد لقيناك ..  فرضينا  عنك ..فارض عنا  ] .  
فكأن الزمان تخلى عن أبعاده ، فوصل ما يريدون وما يرغبون في تبليغه ، لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، بفضل رضاهم عن ربهم , وطلبهم أن يرضى الله عنهم.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق