اخر الأخبار

الأحد، يوليو 26، 2009

قصة مفيدة جداااااااااااااااااا


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اليكم احبتى هذه القصه القصيره جدا والمفيده جدا جدا
كان هناك رجل أمريكي مسلم يعيش في مزرعة بإحدى جبال مقاطعة كنتاكي مع حفيده الصغير وكان الجد يصحو كل يوم في الصباح الباكر ليجلس على مائدة المطبخ ليقرأ القرآن وكان حفيده يتمنى ان يصبح مثله في كل شيء لذا فقد كان حريصا على أن يقلده في كل حركة يفعله .. وذات يوم سأل الحفيد جده
يا جدي إنني أحاول أن أقرأ القرءآن مثلما تفعل ولكنني كلما حاولت أن أقرأه أجد إنني لا أفهم كثيراً منه وإذا فهمت منه شيئاً فإنني أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق المصحف

!! فما فائدة قراءة القرءآن إذن !!

كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة ، فتلفت بهدوء وترك ما بيده ثم قال : خُذ سلة الفحم الخالية هذه واذهب بها إلى النهر ثم ائتِني بها ملئية بالماء
ففعل الولد كما طلب منه جده، ولكنه فوجئ بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إلى البيت، فابتسم الجد قائلاً له : ينبغي عليك أن تُسرع إلى البيت في المرة القادمة يا بُني
فعاود الحفيد الكرَّة وحاول أن يجري إلى البيت .. ولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرة
فغضب الولد وقال لجده،إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء والآن سأذهب وأحضر الدلو لكي أملؤه لك ماءً
فقال الجد: لا أنا لم أطلب منك دلواً من الماء، أنا طلبت سلة من الماء .. يبدو أنك لم تبذل جهداً كافياً يا ولدي
ثم خرج الجد مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذ عملية ملء السلة بالماء
كان الحفيد موقناً بأنها عملية مستحيلة ولكنه أراد أن يُري جده بالتجربة العملية فملأ السلة ماء ثم جرى بأقصى سرعة إلى جده ليريه وهو يلهث قائلا ً : أرأيت ؟ لا فائدة !!
فنظر الجد إليه قائلا ً: أتظن أنه لا فائدة مما فعلت !!
تعال وانظر إلى السلة
فنظر الولد إلى السلة وأدرك للمرة الأولى أنها أصبحت مختلفة
لقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم إلى سلة نظيفة تماما ً من الخارج والداخل
فلما رأى الجد الولد مندهشاً ، قال له : هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ القرآن الكريم .. قد لا تفهم بعضه، وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياته .. ولكنك حين تقرؤه سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج ، تماما ًمثل هذه السلة
فعلينا احبتى فى الله ان نداوم على قراءه القرءان وان نحاول تدبره بقدر الامكان
وان لم نستطع تدبره فلنستمر فى القراءه
لان الله تعالى يقول
واتقوا الله ويعلمكم الله--- البقرة 282

الجمعة، يوليو 24، 2009

الايجور من قوة تفرض الجزية على الصين إلى شعب مشرّد


فجأة اكتشف المجتمع الدولي ومن ورائه العالَمان الإسلامي والعربي، أن هناك شعبامنسيا يسمى "الأيجور". وأعاد القمع الوحشي الذي مارسته السلطات الصينية ضدهم في الأحداث الأخيرة، الى الأذهان الصورة القديمة للصين الشيوعية المستبدة، بعد أن توارت هذه الصورة السلبية بفضل المعجزة الاقتصادية الصينية.

قضية الأيجور ليست قضية حديثة، ولكنها قصة طويلة من الكفاح والصراع والقمع بين أمتين متجاورتين مختلفين، بين الصين الحضارة النهرية العريقة، وبين الشعوب التركية والمغولية التي اعتادت الإغارة على الصين الغنية في لحظات الضعف، بل استطاعت احتلال العملاق الصيني في بعض هذه اللحظات، ولكن سُنة التاريخ حسمت الصراع لصالح العملاق الصيني برغم شجاعة الشعوب البدوية التركية والمغولية.

ينتمي الأيجور إلى العرق التركي، ويطلق عليهم أحيانا "الأتراك الشرقيون"، بل إن تركيتهم- بالمفهوم العنصري- أكثر نقاء من "تركيا" الحديثة. وقد أسس الأيجور إمبراطورية عريقة سيطرت على أجزاء واسعة من وسط آسيا، ومنغوليا، وشمال الصين وجنوب روسيا الحالية، إلى ووصلت في قوتها إلى حد التدخل في الشؤون الداخلية الصينية.

حيث لجأ إليها الصينيون لدعمهم في مواجهة ثورة داخلية، ودفع الصينيون أتاوة أو جزية إلى الأيجوريين، كما تزوج خان الأيجوريين من ابنة إمبراطور الصين. وقد وصلت هذه الإمبراطورية إلى ذروة قوتها بدءا من عام 672 ميلادية وانهارت عام عام 841 م على أيدى أشقائهم الكرغيز لتنشطر بعدها إمبراطورية الأيجور إلى ثلاث دول.

وكان أول من اعتنق الإسلام من الأيجور هي دولة "القره خانيد" في عام 934 وكان من أشهر عواصمها كاشغر وسمرقند، وأسست هذه الدولة المساجد والمدارس الإسلامية واعتبرت نفسها حاجزا دفاعيا أمام الدولتين الأيجوريتين الأخريين غير المسلمتين. وفي عهدها بدأ الأدب التركي في النهوض، بعد أن حوّل الإسلامُ الأتراكَ الأيجورَ من أمة بدوية إلى أمه ساعية إلى الحصارة، مثلما فعل من قبل مع العرب والبربر والمجموعات التركية المختلفة.

وقد خضع الأيجور لحكم أولاد عمومتهم المغول بدءا من عام 1209، واكتمل اعتناق كل الأيجور في القرن الخامس عشر على يد خانات يرقند وهى دولة مغولية مسلمة.

وقد تشكلت هوية الأمة الأيجورية الحديثة تحت حكم دولة خانات الشقطاي التي كانت تعد دولة تركية مغولية، يعتنق أغلب سكانها الإسلام، ويتحدثون التركية الأيجورية وتسيطر على ماعرف باسم تركستان الشرقية أو أيجورستان. إضافة إلى سيطرتها على تركستان الغربية أو آسيا الوسطى التي تضم حاليا الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي.

وفي منتصف القرن الثامن عشر سيطرت إمبراطورية كينج التي أسسها البدو المنشوريين القادمين من شمال شرق الصين على تركستان الشرقية وضمتها إلى الصين. ويقال إن هذا الغزو تسبب في مقتل نحو نصف مليون شخص، ولقد ثار الأيجور 42 مرة على حكم إمبراطورية كينج، ونجحوا بالفعل عقب ثورة 1864 في تأسيس مملكة أيجورية مستقلة في كاشغر، أطلقوا عليها "مملكة المدن السبع".

واعترفت كل من الدولة العثمانية، وروسيا القيصرية وبريطانيا العظمى بالدولة الوليدة، إلا أن الصين تحت حكم إمبراطورية "كينج" سارعت بإرسال جيش كبير لإعادة السيطرة على تركستان الشرقية يحفزها الخوف من توسع روسيا القيصرية في الإقليم، وبدعم من بريطانيا التي قدمت للجيش الإمبراطوري قروضا عبر فروع بنوكها في هونج كونج (رغم أنها اعترفت بالمملكة الوليدة )، ألحقت تركستان الشرقية بالصين وأطلق عليها "الإقليم الجديد"، سينكيانج.

وفي عام 1920 وبتأثير البلاشفة الروس أصبحت القومية الأيجورية تشكل تهديدا للسيادة الصينية، ومثلما فعل الاستعمار في الدول العربية قد سعى الروس إلى تشجيع الفصل القومي التعسفي بين الأيجور الخاضعين للصين، والأوزبك الخاضعين للروس، كما شجعوا على التمييز والفرقة بين المتحدثين الأغلبية السنية ذات الثقافة التركية، وبين الأقليات الفارسية الشيعية رغم هيمنة الثقافة الأوزبكية على الجميع.

كل ذلك جرى في إطار تنافس ولعبة بين الأمم الكبرى، روسيا والصين وبريطانيا العظمى على حساب شعوب آسيا الوسطى، التي كانت كلها شعوبا تنتمى لأصل تركي واحد، وتتحدث لغات مشابهة جدا، وخضعت أغلب فترات التاريخ لحكم واحد. كما أن نمط معيشتها وثقافتها متشابه جدا، فضلا عن أنها كانت تجابه تحديات واحدة، ولكن مؤامرات الدول الكبرى انتهت بتفتيتها وإخضاعها لسيطرتها.(قارن ذلك بالتاريخ العربي).

وخضعت سنيكيانج أو تركستان الشرقية لأحد زعماء الحرب الجمهوريين في الصين (الكومانتنج) الذين أنهوا الحكم الإمبراطوري، حيث شجع هذا الزعيم على الفصل بين الثقافة الأيجورية والثقافات المجاورة في آسيا الوسطى. وقام الأيجوريين بهبّات متعددة ضد الحكم الصيني، أثناء سيطرة "الكومنتانج. وأقاموا جمهوريتين خلال الثلاثينيات والأربعينيات تحت اسم جمهورية تركستان الشرقية. وذلك بدعم من الزعيم السوفيتي الشهير جوزيف ستالين، فيما كانت الدولة الصينية منشغلة في التصدي للغزو الياباني، ولم تعترف قط بهاتين الجمهوريتين.

وبعد هزيمة القوميين الصينيين في الحرب الأهلية في عام 1949 لصالح الشيوعيين، وافق قادة جمهورية تركستان الشرقية على التفاوض مع الشيوعيين الماويين لتأسيس تحالف أو رابطة كونفيدرالية بين الصين وبين جمهورية تركستان الشرقية، على أساس القومية الأيجورية، وعلى أساس أن هناك حكما سوفيتيا في الإقليم، ولكن الطائرة التي تحمل قادة جمهورية تركستان الشرقية قتلوا في حادث طائرة وهو متوجهون إلى بكين للتفاوض جول المعاهد.

وقد نُظر إلى الحادث بأنه مؤامرة من قبل الماويين لمنع قيام علاقة متكافئة مع بكين، وسرعان ما أعقب الحادث غزو من قبل الجيش الصيني مكتسحا بقايا القوات المؤيدة للكومانتنج بالإقليم، وكذلك المجموعات الإثنية المعادية لسيطرة قومية "الهان" الرئيسية في الصين.

ثم استسلمت بقايا جمهورية تركستان الشرقية، ووافق قائدها على تحويلها إلى منطقة للحكم الذاتي تحت الاسم الصيني سينيكيانج، وأصبح هذا القائد هو المسؤول الأول في الحزب الشيوعي الصيني في المنطقة، بينما هاجر أغلب قادة الحركة القومية الأيجورية إلى تركيا والغرب، لينتهى الحلم الأيجوري، ولو إلى حين. وتم حظر اسم تركستان الشرقية، واعتبر علمها علما غير شرعي.

وقد أعقب سيطرة الصين على تركستان الشرقية سياسة ممنهجة لتهجير أفراد من قومية الهان المهيمنة على الصين إلى ذلك الإقليم، مما أدى إلى تزايد نسبتهم من 6 % عام 1949 إلى نحو 40 % عام 2000، مقابل 45 % للأيجور، أي أن تعداد الأيجور أصبح أقل من النصف في بلادهم.

واعتمدت الصين، مثلها مثل كل مستعمِر، على تأسيس مستوطنات شبه عسكرية في المناطق الغنية بالمعادن. وبالطبع فإن سياسة الاستيطان القديمة تعتبر أكبر أسباب التوتر، فبرغم أن الأيجور يتمتعون بقدر من الحقوق الدينية والثقافية، إلا أن التوتر الناجم عن الاحتكاك بين المستوطنين الصينيين، وبين السكان الأصليين كان السبب الرئيسي في اندلاع الأحداث الأخيرة.

وتبدو أزمة الأيجور أزمة غير قابلة للحل، برغم الاهتمام الأخير الذي أبدته وسائل الإعلام الدولية مؤخرا بهم. فالأيجور جزء من أكبر دولة في العالم، وهى عملاق صاعد يتقدم ليحتل مكانة كأكبر قوة اقتصادية وسياسية في العالم. وبالتالي أقصي ما يمكن أن يقدمه الغرب للأيجوريين أن يستخدمهم كأداة لإزعاج ومشاكسة العملاق الصيني للضغط عليه، وتشويه صورته والوقيعة بينه وبين العالم الإسلامي.

لكن يستحيل عمليا على الأيجور الحصول على الاستقلال في غفلة من الزمن، مثلما حدث مع الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفييتي. فعلى عكس الاتحاد السوفييتي، فإن الصين دولة شديدة المركزية برغم ضخامتها. ويشكل عرق "الهان" أكثر من نسبة 90 % من سكانها، مما يجعل التهديد الذي تشكله الأقليات محدودا بصفة عامة، ويمكن القضاء عليه بل وسحقه بسهولة، عكس الاتحاد السوفييتي الذي كان نسبة الروس فيه تدور حول النصف فقط، وبالتالي كانت الأقليات تشكل نسبة كبيرة تمثل ضغطا على الدولة السوفييتية، وتحتاج إلى قدر كبير من الجهد والقمع لدرئها عن الانفصال.

أما العملاق البشري الصيني الذي يزيد عدد سكانه عن مليار و300 مليون نسمة، فهو يستطيع إذا تدهورت الأحوال أن يجند جيشا يعادل في تعداده إجمالي عدد الأيجور البالغ عددهم نحو ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة. كما أن الأزمة أعادت الخطاب الصيني الرسمي الى ماضيه الدموي، إذ لم يتورع المسؤولون الصينيون عن توعد مثيري الشغب، ولم يأبهوا بصورة بلادهم أمام الرأي الغربي، أو احتجاجات منظمات حقوق الإنسان، أو مظاهرات تركيا اليتيمة.

كما أن الافتراض القائل بأن الصين يمكن أن ترتدع عن سحق أية هبة للأيجوريين تحسبا لعدم إغضاب الغرب والعالم الإسلامي، أمر غير حقيقي. فالصين بشعورها القومى الحاد لن تجامل أحدا على حساب وحدتها، كما أن هناك حدودا لقدرة الغرب على الضغط على الصين، فهي ليست إيران، أو كوبا، أو كوريا الشمالية.

كما أن الصين قادرة على تسخين ملفات عديدة، مثل الملف النووي الإيراني، أو الكوري. الأهم أن الغرب لا يمتلك الإرادة لممارسة أي ضغط على الصين، خصوصا وأن العنصرية الغربية تظهر في هذه المواقف. فلو أن الأقلية التي تتعرض للاضطهاد هي أقلية مسيحية لاختلف الأمر، وهو ما ظهر في ردود الفعل المتفاوتة للغرب حيال الممارسات السوفييتية القمعية في أواخر العهد الإمبراطوري المنحل، إزاء جمهوريات البلطيق وأذربيجان. حيث تجاهل الغرب القمع السوفييتي للقمع الوحشي للحركة الوطنية الأذربيجانية في عهد ميخائيل جورباتشوف، وأدان الممارسات السوفييتية تجاه جمهوريات البلطيق برغم أنها كانت أقل حدة بكثير.

وقد أخفقت الضغوط الغربية في تحقيق مكاسب جدية للتيبت برغم الشغف الغربي بهذه الحضارة، الذي يفوق بكثير التعاطف المحدود الذي أثارته الأزمة الأخيرة في تركستان الشرقية.

أما العالم الإسلامي والعربي، فإنه مشغول بصراعاته وأزماته الداخلية، وهو في أمس الحاجة لرضا الصين عنه والتي تساهم أحيانا في تنفيس الضغط الغربي عليه، ولم يبق للأيجور سوى شقيقتهم الكبرى تركيا المزهوة بديمقراطيتها وعلمانيتها وإسلاميتها. فهي تبدو أقل دول العالم الإسلامي حاجة الى الصين باقتصادها المنفتح على العالم، وعلاقتها المتوازنة والقوية بالغرب وبروسيا. فهي لا تحتاج سلاحا من بكين، ولا تجري وراء فيتو صيني يحول دون تقديم حكامها إلى المحكمة الجنائية الدولية، ولا تريد دعما لقرار بوقف الاستيطان في الضفة الغربية.

لذا ليس من الغريب أن تكون تركيا هى الأعلي صوتا في الدفاع عن أشقائها الأيجور، يحفزها موقف سياسي قوي، وروح قومية راسخة ترى في نفسها زعيمة للعالم التركي، وروح دينية باسقة تقدم نفسها كرائدة للإسلام المعتدل.

ولا يبقى للأيجور سوى أن ينفضوا حلم الاستقلال، وأن يعملوا على تحقيق تفاهم تاريخي مع الصين، يتضمن تعزيز الحكم الذاتي، والحريات الثقافية والدينية، والتأكيد على ولائهم الكامل للصين الموحدة والعمل على معالجة ملف المهاجرين الهان من خلال التعايش، والمراهنة على عنصر الزمن الكفيل- في حال حياد السلطات المركزية- بإعادة الأغلبية العددية للإقليم الى صالح الأيجور في ظل استثناء الأقليات من قيد الطفل الواحد، وفي ظل طبيعة المجتمعات الإسلامية التي تميل أكثر من غيرها لزيادة السكان.

وكل ذلك يتطلب وجود تقدم عام في الصين فيما يتعلق بملف الديمقراطية وحقوق الإنسان بشكل متدرج ومرن، لا يهدد وحدة الدولة الصينية ويتواكب مع إنجازاتها الاقتصادية والحضارية المذهلة.

وعلى الأيجور أن ينظروا الى نصف الكوب الممتلئ، فإذا أصبحوا مواطنين صينيين كاملي الحقوق، فإنهم سيكونون على الأقل جزءا من مواطني القوى العظمى القادمة (لا محالة)، وسيصبح الأيجوري المسلم سائحا من الدرجة الأولى، يلقى الاحترام في كل المطارات بما فيها المطارات العربية التي رفضت أن تستقبله لاجئا مضطهَدا.

السياسي

الأربعاء، يوليو 15، 2009

معجزة قرانية



النمل يتحطم: معجزة قرآنية
اكتشف العلماء حديثاً أن جسم النملة مزود بهيكل عظمي خارجي صلب يعمل على حمايتها ودعم جسدها الضعيف، هذا الغلاف العظمي الصلب يفتقر للمرونة ولذلك حين تعرضه للضغط فإنه يتحطم كما يتحطم الزجاج! حقيقة تحطم النمل والتي اكتشفت حديثاً أخبرنا بها القرآن الكريم قبل 14 قرناً في خطاب بديع على لسان نملة! قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 18]. فتأمل كلمة (يَحْطِمَنَّكُمْ) وكيف تعبر بدقة عن هذه الحقيقة العلمية؟

يا ليت فرعون يعتبر


نجاة فرعون: فاليوم ننجّيك ببدنك
فرعون كان طاغية عصره.. يقول تعالى عن قصة فرعون وطغيانه ونهايته: (
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) [القصص: 38-40]. ولكن شاء الله تعالى أن يُغرق فرعون وينجِّيه ببدنه فيراه أهل عصرنا فيكون ظاهرة تحير العلماء، وقد كان جسد فرعون لا يزال كما هو وعجب العلماء الذين أشرفوا على تحليل جثته كيف نجا ببدنه على الرغم من غرقه، وكيف انتُزع من أعماق البحر وكيف وصل إلينا اليوم، هذا ما حدثنا عنه القرآن في آية عظيمة يقول فيها تبارك وتعالى: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) [يونس: 92].

يا ليتنا نعقل


الخميس، يوليو 09، 2009

كيف نعيش حياتنا بالرضا ؟


جمال ماضي

هل في طلب رضا الله أوقات محددة ؟

أم أن هــذا الطلـب فـي كـل الأوقـات ؟

هل يرتبط الرضـا بزمان دون زمان ؟

أم أن هذا الطلب يكون في كل زمان ؟

حينما نستعرض معاً ، هؤلاء الذين طلبوا رضا الله في القرآن الكريم ، نجد أنهم اتجهوا إلى الله تعالى سواء بالدعاء أو المناجاة أو الفعل أو العمل ، في كل أوقاتهم ، وفي كل زمان ، بل نقول في كل لحظة تمر عليهم ، وفيهم رمق من الحياة .

ففى موطن الحج ، يقول تعالى على لسان هؤلاء : {ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضونا } المائدة /2

ومع أن الحج الفريضة ، هي مرة واحدة ، في عمر الإنسان ، ولكن لابد أن يتحقق فيها رضا الله تعالى .

وعند هجرة الأصحاب الكرام ، الذين تركوا الدنيا بما فيها ، واتجهوا إلى الله وحده ، كان رضا الله هو رائدهم ، ورائد كل مهاجر اليوم من حال إلى حال ، فالمهاجر العصري ، هو من يترك ما نهى الله عنه ، من مغريات تنتشر حوله كالهواء ، يقول تعالى :{ للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضونا } الحشر / 8 .

حتى الدعاة إلى الله ، الذين يجاهدون في سبيله ، بكل وسائل الدعوة المتاحة لهم ، سياسياً واقتصادياً وإعلامياً ، وثقافياً ، وعلمياً , واجتماعياً , وتربوياً ، هم في أمس الحاجة إلى رضا الله تعالى ، يقول تعالى :{ إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي } الممتحنة / 1 .

ومن أعظم أعمال البناء والتشييد ، بناء بيوت الله ، وتأسيس المساجد ، والمراكز الإسلامية التي تنشر دعوة الله بالحسنى ، ولو لم يكن في تأسيسها الرضا انهارت ، لانهار كبناء وعقار ، وإنما تنهار هدفاً وتحقيقاً ، يقول تعالى : { أفمن أسس بنيانه على تقوى الله ورضوان } التوبة / 109.

والذين يحبون العمل الاجتماعي ، والعمل التطوعي ، وينشرون الخير في مجتمعهم ، عليهم أن يحوزوا سبق الفوز فيما يصنعون ويتحدثون ويخدمون ، وإلا فهي حركة فارغة في المجتمع ، لا معنى لها ، ولا خير فيها ، يقول تعالى : { لا خير في كثير من نجواهم , إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله , نؤتيه أجراً عظيماً } النساء /114.

هل يمكن لأحدنا أن يحدد أوليته في الحياة , في أن تكون هى رضا الله وحده ؟ بمعنى إن تعارضت مع أي شئ آخر مهما كان : ( وظيفته أو أسرته أو عمله أو دراسته أو دعوته أو جماعته أو دنياه ) ، لا أقول يدع عنه هذه الأشياء ، بل إنه يقدمها أو يؤخرها , تحت عنوان : ( إرضاء الله وحده ) .

هل يمـكن فعلاً أن نفعل هذا اليوم ؟

وسط هذه الكوارث والضغوط من حولنا ؟

يمكننا طبعاً ، ولم لا ؟

ولنا أسوة في الصحابي الجليل : صهيب الرومي ، لم يكن عربياً وإنما جاء من أوربا , ولما تمكن الإيمان من قلبه ، لا فرق حينئذ بينه وبين غيره ، يقول تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } الحجرات / 13.

وبلغة عصرنا حينما خيره أهل السلطة الغاشمة الظالمة في مكة , بين أن يهاجر إلى المدينة وبين أن يترك ماله ، وكان تاجراً ثرياً , حتى أنهم عيروه قائلين : جئتنا صعلوكا !! أي لا مال لك ، لقد مر صهيب بلحظة كان لابد أن تحسم وبسرعة ، ولكن كان الأمر واضحاً لا يحتاج إلى حيرة ، ( ما أوليتى ؟ رضا الله , خذوا المال كله ، وأمضى أنا برضا الله ) ، وهذا سر قول النبي صلى الله عليه وسلم , حينما علم بذلك : [ ربح صهيب ربح صهيب ]

وإن كان بلغة عصرنا من يقول : أضاع ماله ، وأهلك تعب عمره ، ودمر مستقبله !! لذلك يقول الله تعالى , ونزلت هذه الآية في صهيب : { ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله } البقرة / 207 .

وإن كان التأني في كل شيء، سبب في أن تحصل على ما تتمنى من كل شيء ، فإننا مأمورون بعدم التأني في الخير ، فطبيعة التعامل معه العجلة والتسرع ، كذلك الأمر في إرضاء الله تعالى ، فقد كان هذا هو فعل الأنبياء ، وعمل المرسلين ، في قوله تعالى :{ وعجلت إليك ربى لترضى }طه / 84 .

ومن أكمل ما يناجى به العبد ربه ، أن يدعوه ، بأن يلهمه العمل الذي فيه إرضاءه ، فكان من دعاء الأنبياء في كتاب الله ، قوله تعالى : [ رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علىّ وعلى والدي ، وأن أعمل صالحاً ترضاه} النمل / 19 .

وأوقات الدعاء هي كل لحظاتنا ، وعلى كل أحوالنا ، لذلك كان طلب الرضا مع كل نفس فيه مناجاة ، ومع كل نبضة تتجه إلى الله ، ومع كل خلجة فيها حياة .

ومن ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم ، في خلواته مع ربه التي لا يراه فيها أحد ، يلجأ إلى الله بطلب الرضا ، تحدثنا عائشة عما رأته في ليلة ظلماء من أمر النبي صلى الله عليه وسلم : عن عائشة رضي الله عنها قالت : فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش , فالتمسته فوقعت يدى على بطنه قدمه وهو في المسجد

وهما منصوبتان وهو يقول : [ اللهم أعوذ برضاك من سخطك , وبمعافاتك من عقوبتك , وأعوذ بك منك , لا أحصى ثناء عليك , أنت كما أثنيت على نفسك ] .

ولم يكن هذا الطلب ، والنبي صلى الله عليه وسلم مقيم في بلده ، وإنما كذلك عند السفر , فقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم : [ اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضي ] .

فمتى نحن نطلب الرضا ؟

هل نطلب الرضا عند الحاجة فقط ؟

هل نطلب الرضا في مواجهة الأزمات فقط ؟

هل نطلب الرضا أمام معارك الحياة فقط ؟

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم , لم يتركه في ليل أو نهار ، في سفر أو إقامة ، في سلم أو حرب ، ولنا أسوة في حبيب قلوبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهي عبارة قليلة الحروف ، تخرج عن معاني عميقة في النفس والقلب ، يقبلها الله تعالى على الفور ، وأمامنا مشهد من المشاهد الرائعة ، لأحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : وهو يردد هذه العبارة : ( الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، كما يحب ربنا ويرضى ) .

يقول صلى الله عليه وسلم :[ والذي بيده ، لقد ابتدرها بضعة وثلاثون مَلكاً أيهم يصعد بها ] .

2- متى يرضى الله عنك ؟

هل سألت نفسك مرة ، كيف يطمئن قلبى أن الله راضٍ عنى ؟

أولاً : عند المواقف

فالله تعالى يرى ويسمع :{ يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور } غافر / 19

فهو يتعامل مع الإنسان منا بالمواقف ، فكن جميلاً في كل المواقف ، خاصة المواقف التي تحتاج إلى قرار حاسم ، سمه قراراً تاريخياً ، قراراً مصيرياً ، قرار حياة أو موت ، فهو موقف والله ينظر إلى المواقف .

مثال : مشهد الأصحاب وهم ينسون في لحظة صدق كل رابط بالأرض ، ولا يتعلقون إلا بموقف فيه هذا القرار الحاسم ، في التوجه لله وحده وبمرضاته عن أي شئ ، إنه موقف أهل البيعة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الموت ، فأنزل الله فيهم قوله تعالى : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } الفتح / 18 .

ثانياً : عند التضحيات

كتب معاوية إلى أم المؤمنين عائشة :( أن اكتبي إلىّ كتاباً توصيني فيه ولا تكثري علىّ )

فكتبت : ( سلام عليك ، أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) يقول : [ من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنه الناس ، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ] . والسلام عليك.

فعند تقديم التضحيات ، يرضى الله عنا ، وأكبر التضحيات أن لا يبحث الإنسان من وراء ما يعمل أرضى الناس أم سخطوا ، فما دام هو متوجه لإرضاء الله وحده فلا عليه ! ، فالذين يسعون لإرضاء الناس - سواء كانوا كباراً أو مسئولين أو مديرين أو أي أحد مهما كان موضعه - تارة بالتملق , وأخرى بالمدح ، أو بالخدمة , أو بفنون الإرضاء البشرى ، غير عابئين برضا الله أو سخطه ، يتخلى الله المعين عنهم ، ويوكلهم إلى هؤلاء الناس ، وهل الناس ينفعون أنفسهم حتى ينفعوا غيرهم ؟ !!

ثالثاً : عند الاختبارات

من الاختبارات القاسية في حياة الإنسان ، أن يمتحن في العواطف والمشاعر، خاصة حب الزوجة أو الولد ، أى في مجال العواطف الأسرية ، ولذلك يأتى النجاح لصالح الحب الأسرى , سواء بين الزوجين أو مع الأبناء ، حينما يتعلق الجميع برضا الله وحده ، فإذا بالحب يتعمق ، وبالعواطف تتأجج دائما نحو الأمان والاستقرار ، ومن أجل ذلك عاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم ، قائلاً : { يا أيها النبى , لم تحرم ما أحل الله لك , تبتغى مرضات أزواجك } التحريم / 1.

رابعاً : نرضى عمن رضى الله عنه

الله تعالى يرضى عن أنبيائه ، ولذلك فإن رضى الإنسان بالأنبياء ، رضى الله تعالى عنه ، فالله تعالى يقول :

{ وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً } مريم / 55 .

والله تعالى يرضى عن الصحابة ، فواجبنا ليرضى عنا الله أن نرضى نحن عنهم ، يقول تعالى : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، رضى الله عنهم ورضوا عنه } التوبة / 100.

خامساً : لا نرضى عمن لم يرضَ الله عنه

من الذين لم يرضَ الله عنهم طائفة من اليهود والنصارى ، الذين لا يرضون عن المؤمنين ، ويحاولون جاهدين إخراج المؤمن عن دينه ، بشتى أنواع الصور ، واليوم يحاربون المؤمنين ثقافياً ومالياً ونفسياً وجنسياً وجسدياً وصحياً ، حتى تتفكك الأواصر بين الأمة الواحدة ، وتضعف الإمكانات لأبنائها ، يقول تعالى : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } البقرة /120.

وليست اليوم ممثلة في ( اتباع الملة ) بل الخروج عن الإسلام ، و بالتبعية لهم ، والتقليد الأعمى , ومناصرة مشروعهم الذي لا يحقق إلا مصالحهم ، بأسماء وحيل , لا ينخدع بها إلا أصحاب المصالح مثلهم , وباختيارهم , مثل : العولمة والماسونية والمشروع الأمريكى الصهيوني والديمقراطية والعالمية والحرية وتحرير المرأة , وغير ذلك , مما له في اسمه طنين ، وفي داخله اصطدام صريح بالإسلام ، وتبعية لملتهم .

كذلك من الذين لا يرضى الله عنهم ، المنافقين ، والمتملقين ، والذين يرفعون الشعـارات ، ويحلفون بالأقسام ، ويزعمون ويدعون ، لحوز الرضا ، والله تعالى لا يرضى عن القوم الفاسقين ، يقول تعالى : { يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } التوبة / 96 . ويقول تعالى : { يحلفون لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين } التوبة / 62 .

3- ثمرات الرضا في الحياة

حياتنا بالرضا هى أحلى حياة ، وما يعود علينا من ثمرات ، هو الذي يحدد مقدار سعادتنا , في أى عمرنحن فيه ، ومن هذه الثمرات :

1ـ جزاء الرضا هو الرضا :

يقول صلى الله عليه وسلم :[ إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضى فله الرضا ، ومن سخط فله السَّخط ] فالذي يتعرض للابتلاء ، يعلم بأنه يكفيه , اختيار الله له بالابتلاء ، وامتحانه في الرضا ، فرضاه بقدر الله , هو رضا من الله عليه .

2- رضا الملائكة عنك :

لما سُأل صفوان : ما جاء بك

قال : ابتغاء العلم

قال : بلغنى أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما فعل

ثم قـال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ ما من خارج ، خرج من بيته ، في طلب العلم ، إلا وضعـت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع ] .

فلو علم الدارسون والباحثون والطلاب اليوم ، على ما ينتظرهم ، من رضا الملائكة ، لنهلوا كل العلوم ، ولا ستزادوا في كل لحظة بالجديد ، ووسائل الحصول اليوم سهلة وميسرة ومتوفرة ، من جامعات ومدارس وتعليم حر ، وتعليم عن بعد ، عن طريق مواقع النت ، والأكاديميات الالكترونية .

ورضا الملائكة ، هو ثناء على الإنسان , لفعله وصنعه وسعيه وعمله وحركته ، يفتح الطريق لرضا الله عنه .

3- أساس النجاح في الحياة :

حياتنا هي تعايشنا مع الناس ، وتعاملاتنا مع المجتمع ، وحركتنا في هذه الدنيا ، وكل واحد منا يحب النجاح ويسعى إليه ، ومن أسهل الطرق للوصول إلى النجاح ، أن يكون الأساس متيناً وقوياً ، وأساس النجاح في حياتنا ، هو الرضا ، وتأمل معي ما ورد في هذه المجالات , من حياتنا اليومية ، في داخل بيوتنا :

أـ في مجال التجارة والرزق :

يقول تعالى :{ ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ، إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم } النساء /29 .

ب- في مجال المقبلين على الزواج :

ــ يقول صلى الله عليه وسلم : [ إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه , إلا تفعلوا , تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ] .

فكان الميزان في الرضا بالدين والخلق .

ــ وحينما سألت عائشة : يا رسول الله إن البكر تستحى ، قال : رضاها صمتها .

فكان الصمت ميزاناً لرضا الفتاة عن خطيبها

ج- في مجال غرفة النوم :

ــ وفي حياة الزوجين ، وفي غرفة النوم ، وفي الجماع ، لابد من توفر الرضا ، يقول صلى الله عليه وسلم :

[ والذي نفسى بيده ، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها ، فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء , ساخطاً عليها , حتى يرضى عنها ] .

وليس الرضا تحكم من الزواج أو سيطرة منه ، وإنما هو الحب الذي يحرك العاطفة ، ويجعل بينهما اللين واللطف والرقة ، ولن يتحقق ذلك إلا من الزوجين معاً ، فالرضا صناعة مشتركة بالتفاهم والحب والمودة .

د - في مجال العلاقات الزوجية :

يقول النبى صلى الله عليه وسلم لعائشة :[ إنى لأعرف غضبك ورضاك قالت : قلت : وكيف تعرف ذاك يا رسول الله ؟ قال : إذا كنت راضية قلت : بلى ورب محمد , وإذا كنت ساخطة , قلت : بلى ورب إبراهيم , قلت : ( أجل لست أهجر إلا اسمك ) ]رواه البخاري .

وكأن عائشة توصى كل زوجين ، بأن أساس العلاقات بينكما هو الرضا ، والرضا في القلب ، بالحب والإحساس به ، وحركة اللسان فقط هي تعبير شكلي ، ولكن الحب محفور في القلب ، والهجر للاسم والشكل فقط .

4- الفوز بالرضوان الأكبر :

كيف تفوز بالرضوان الأكبر ، الذى هو النظر إلى وجه الله الكريم ؟

ليس لذلك إلا طريق واحد ، بالرضا عن الإيمان ، يستوى في ذلك الرجل والمرأة , ولذلك يقول تعالى : { وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات عدن , تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ، ومساكن طيبة في جنات عدن ، ورضوان من الله أكبر ، ذلك هو الفوز العظيم }التوبة / 72 .

5- البشارة بالجنة :

قي قوله تعالى : { يبشرهم ربهم , برحمة منه ورضوان , وجنات لهم , فيها نعيم مقيم } التوبة / 21 .

ويقول تعالى :{ هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ، لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار , خالدين فيها , رضى الله عنهم , ورضوا عنه , ذلك هو الفوز العظيم } ويقول تعالى : { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية }

وتأملوا معي , آخر أهل الجنة ، كيف أن الرضا , هو الذي أنقذه من النار : ( إنه رجل يجئ بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة

فيقول : أى رب كيف وقد نزل الناس منازلهم ؟

فيقال : أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلِك من من ملوك الدنيا ؟

فيقول : رضيت رب

فيقول : لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله

فقال في الخامسة : رضيت ربِ فيقول هذا لك وعشرة أمثاله

ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك

فيقول : رضيت رب

وهذا مصداق لقوله تعالى : { فهو في عيشة راضية } الحاقة / 21 .

إن بمـقدورنا أن نصنع هذا الإنقاذ في يومنا , برضانا بالحال ، ورضانا بالمال ، ورضانا بأهلنا ، ورضانا بأعمالنا ، ورضانا بأبنائنا ، ونعلنها من اللحظة , لله تعالى : ( رضيت رب ) .

6- الرضا نجاة من الصعاب :

الحياة كبد كلها ، ليصنع الإنسان سعادته ، فالسعادة بيدنا وليست بيد غيرنا ، والرضا هو النجاة من الكوارث والمصائب والأزمات ، وهذا المشهد كم هو يفصح عن المعانى دون كلام :

أتى رجل , خالَ أنس , فطعنه من ظهره ، فقال على الفور : فزت وربِّ الكعبة , فقال صلى الله عليه وسلم :

[ إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا : اللهم بلغ عنا نبينا .. أنا قد لقيناك .. فرضينا عنك ..فارض عنا ] .

فكأن الزمان تخلى عن أبعاده ، فوصل ما يريدون وما يرغبون في تبليغه ، لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، بفضل رضاهم عن ربهم , وطلبهم أن يرضى الله عنهم.