اخر الأخبار

الاثنين، مارس 08، 2010

خواطر



خواطر حول الأخوَّة والتجرد والثقة (2-2)

27/02/2010
بقلم: أ.د. محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين

الثقة في وعد الله ونصره.. هل تزعزع هذا الركن؟! هيا لنقوم بصيانته وإصلاح ما أصابه.

الثقة في رعاية الله لهذه الجماعة المباركة التي نعيش ببركة إخلاص كلِّ من بذر بذرةً فيها ودعاء كل من يحبها ويسعد بظلالها، ونرى ونسمع تضحيات رجالها ونسائها، صغارها وكبارها، حتى ضحَّوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ﴿فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ (آل عمران: من الآية 195).

ألم يكن من جماعة الإخوان المسلمين من هاجر وهجِّر من دياره؟
ألم يكن منهم من أوذي وعذِّب؟
ألم يكن منهم من جاهد المستعمر والمحتل الصهيوني والصليبي وقاتل وقتل؟
ألم يكن منهم من استُشهد تحت سياط التعذيب؟ ومن علِّق على أعواد المشانق؟ ولم يكن لهم من ذنب إلا أن يقولوا ربنا الله؟!
ألم يكن منهم الثكالى والأرامل والأيتام والصابرون والصابرات على السجون والمعتقلات على مدار صراع الحق والباطل فى كل مكان؟!

هذه هي جماعتنا.. وهذا هو قدرها.. وهذا هو تاريخها.. هل تزعزعت ثقتك في جماعتك هذه؟

هيا نقوم بصيانة هذا الركن وإصلاح ما أصابه.
هل تزعزعت ثقتك في المنهج والأسلوب؟ إننا ننتهج المنهج السلمي الدستوري القانوني للتغيير السياسي واسترداد الحقوق والحريات.

وهل تزعزعت ثقتك في أهم صور التغيير- بالإضافة إلى كل هذه الوسائل الخارجية- ألا وهو التغيير الداخلي للنفوس؛ لتصلح ما بينها وبين الله، وما بينها وبين إخوانها، وما بينها وبين الناس أجمعين، بل ومع كل الكائنات لتكون بحق كما كان رسولنا صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين؟!

هيا نقوم بصيانة هذا الركن وإصلاح ما أصابه.
ثم الثقة في قيادتك.. هيا نقدِّم لهم النصيحة فهي دينك؛ لأن الدين النصيحة، ولتبدأ بأئمة المسلمين.. كل أئمة المسلمين، وعامتهم.. كل عامتهم، فالثقة لا تعني التقديس ولا تعني عدم النصيحة، ولا تعني الشك والاتهام الباطل، ولا تعني عدم التفكير في الأفضل، فنحن نؤجَر على التفكير في الأفضل، حتى ولو كان الذي يفعل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في غزوة بدر.

أما التجرُّد فهو ميزان داخلي حساس جدًّا، يخلِّص النفس من الهوى، ولا يميل يمينًا ولا يسارًا ﴿يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (ص: من الآية 26).

التجرد في إصدار الحكم..
هل جرَّبته عند عرْض أي قضية عليك؟ كيف كان ميزانك؟ هل كنت تسمع طرفي القضية بعقلية قاضٍ يمسك ميزان عدالة معصوبة العينين؟

هل تعلم أنه إذا كان هناك خلل في الحكم فإن الرجوع إلى ميزانك لإصلاحه هو العلاج الناجع؟ "مرني بحسن الأداء، ومُرْه بحسن الطلب".. هذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتدري لمن؟ إنها لعمر بن الخطاب، الخليفة العادل، فكيف بنا نحن؟!

اللهم ارزقنا الصدق في القول، والإخلاص في العمل، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والجهاد في سبيل الله، لا نخشى في الله لومة لائم حتى نلقى ربنا عز وجل أخوةً متحابين، لا ضالين ولا مضلين، غير خزايا ولا ندامى ولا مبدلين ولا فاتنين ولا مفتونين، آمين آمين، يا رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق