اخر الأخبار

الجمعة، يونيو 12، 2009

انت بتدور زق ولا مارش



الذاتية
لكون الذاتية مطلباً نفيساً وسمة غالية قل أن يتصف بها كثير من الناس كفيل بأن يجعل منها أمنية يتطلع لها كل أحد فهي كنز يحوي في معناه كل غال وثمين وكذلك هي نقطة قوة تنبثق منها كل خصال الخير وتنبعث منها كافة مكامن التأثير.....تمهيد:مهما تكن قدرة القائد والمربي على التوجيه والتأثير للتنفيذ قوية ومؤثرة فإنها لن تكون بنفس القوة والفاعلية لو كانت مستمدة من الذات بل إننا نستطيع أن نجزم أنه مهما كانت محبة المدعو لمن يدعُوه فإنها لن تثمر على المدى الطويل ما لم تكن الإستجابه منطلقة من محبة ورغبة ذاتية.ولنا في نبينا محمد علية أفضل الصلاة وأتم التسليم خير قدوة في الذاتية والعطاء ولعل الشواهد في ذالك كثيرة ومنها أنه قد أتعب نفسه في إيصال الخير لأهل الطائف ومع ذلك فقد قابلوه بالأذى والحجارة فأدموه فداه أبي و أمي ومع ذلك فقد كانت ذاتيته التي قادته لدعوة القوم هي التي منعت جبريل من أن يطبق عليهم الأخشبين بل ويزيد على ذلك أنه سوف يبذل ذاته مرة أخرى فلعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله فكان له ما أراد.لذلك فقد حرص الرسول الأعظم علية أفضل صلاة وأتم تسليم أن يجعل صفة الذاتية مطلب في كل من يختاره لصحبته رضوان الله عليهم فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقدم كل ما يملك للرسول طيبة بها نفسه من غير ما مسألة من أحد والشواهد على ذلك كثيرة لكن من أشهرها وأغربها أن يقوم الصديق رضي الله عنه في رحلة الهجرة وهم في الغار والنبي صلى الله عليه وسلم نائم فيقوم أبو بكر الصديق بوضع فخذه موطئً لرأس الرسول الكريم وإحدى رجليه تسد أحد مسامات الغار خوف من أن يلدغ منها الرسول فحدث ما خشيه الصديق ولدغت رجلة ولم يحرك ساكنا فأفاق الرسول على دمعات أبي بكر الصديق وهي تنحدر من خديه من شدة الألم.فما هي الذاتية ؟ وما الذي نعنيه بضعفها ؟ وما صور ذلك ؟ وما هي الأسباب والمؤثرات وكيف يمكننا العلاج ؟كلها أسئلة سوف أستعين بالله ثم بدعواتكم الصادقة لتقديمه كأوراق عمل أو إن شئت فقل ومضات علها أن تدل على الطريق
تعريف الذاتية:@ الذاتية هي أن يندفع الداعية لنمط من الأعمال، يحقق فيه إما نموا لذاته فيقربها إلى الله أو لدعوته فيكسبها رصيدا من الأتباع ، أو أن يجلب لها مغنما فيه إبداع و انتقاء ، أو أن يدراء عنها شر هي منه في عناء، وكل ذالك بدون تكليف أو متابعة من أحد إلا بل مبتغاة رضى ربه جل وعلا.@ وذاتية المبادر تكون في انتهازه الفرصة في وقتها فلا يتركها حتى إذا فاتت طلبها، فالمبادر لا يطلب الأمور في أدبارها ولا قبل وقتها"د.المهلهل".
أما ضعف الذاتية:@ فهو تواكلٌ على الغير واعتماد على الآخر وتهرب من مسؤولية وعجز عن قبول أي تحدٍ .فضعيف المبادرة قليل الجرأة لا يعمل إلا حين يكلف و إذا ما كلف لابد وأن يُتابع .ومع ذلك فإن لضعف الذاتية صور ومظاهر علها أن تكون ورقتنا القادمة إن شاء الله والله من وراء القصد،،،
* من صور ومظاهر ضعف الذاتية و المبادرة:1- يرى الخير أو الشر فلا يتفاعل معه حتى يطلب منه2- غيري مسؤول و أنا منفذ3- ما لم يطلب مني فلست بمحاسب ولا مسؤول3- حب الروتين والتقليد4- التعلق بالدنيا والخوف من العواقب5- التحجج بضعف الملكات وعدم القدرة الكاملة على إنجاز أعمال ذاتية 6- النقد وتعقب الهفوات7- الرضى بالواقع وعدم التطلع للأفضل8- التقوقع في حيز العمل المطلوب منه وإهمال كل ما سواه
@ أسباب ضعف الذاتيةولعل تشخيص المشكلة وحصر مسبباتها هو الخطوة الأولى نحو العلاج ولذلك فإن هناك العديد من المؤثرات وبداخل كل مؤثر منها صور وأشكال عديدة ومن هذه المؤثرات مايلي:
O البيئة والمجتمع # حب الدنيا والتعلق بها# حب التفلت من الإلتزامات والمسؤوليات (الغير ربحية)# محاربة أصحاب الأفكار والإبداعات# حب الروتين# المناهج الدراسية تركز على المادة المنهجية ولكنها عقيمة من التربية الأخلاقية والاجتماعية O البيت والتنشئة (مؤثر) :1- التربية على حب الذات وقلت الاهتمام بالغير2- التعود على الإتكالية3- الترف4- الخوف غير مبرر حيال إعطاء أي فرصة لإثبات النفس5- الخوف من الفشل6- التذرع بالكمال المفرط7- قلت القدوات أو عدم إبرازهم و تقديمهم 8- ضعف القدرة على إستغلال الطاقات وتوظيف القدرات
O المتابعة الدعوية (مرحلة) :1- ضعف الإنتقاء والإختيار2- عدم وضوح الهدف3- المركزية 4- عدم فهم وتطبيق مهارة التفويض5- التربية على مهارة التنفيذ الآلي فقط وكأنها تعني مفهوم الطاعة6- ضعف التربية على تربية ومتابعة الفرد لذاته 7- إهمال غرس المسؤولية والتعريف بما يترتب عليها8- عدم تطبيق التربية النظرية9- تضخيم داء الرياء وعدم القدرة على التعامل معه إن وجد10- التطبيق الحرفي لفنون الإدارة وإهمال خصوصية الدعوة11- قلت التشجيع والتكريم
O العطاء الدعوي (مرحلة) :1- إهمال محاسبة النفس2- سوء فهم الثقة والتكليف وأنها ليست تعني صك غفران3- عدم القدرة على تحمل المزيد من الأعباء4- الرضى عن النفس ومقارنتها بالأقل 5- التقليل من القدرات الذاتية6- الحزبية الممقوتة والعمل منها و لها فقط7- الركون لإنجازات المؤسسة و كأنها ليست من فرد أو أفراد
@ وسائل عملية لبناء الذاتية:ومع أننا تستطيع القول بأن اهتمامنا بأسباب الداء الأنفة الذكر وحرصنا على تجنبها قد يكون كافيا كحلول وقائية تمنع حدوث الظاهرة قبل بروزها إلا أن هنالك العديد من الوسائل والمهارات التي ليس من مهمتها فقط حل الظاهرة إن وجدت بل هي قادرة بإذن الله على أن تزيد من فاعلية الذاتية في النفس المؤمنة وكذلك توجيهها إلى أفضل و أعلى الغايات ومنها ما يلي: 1- أن نربي شباب الدعوة اليوم على أن الذاتية تعني عمليه ذكية في كسب الأجر وتنمية الجذوة الإيجابية في النفس من خلال عمل عام فيه نفع لعامة الناس.2- أن يستشعر العامل للإسلام وكأنه هو وحده الذي أنيط به التكليف.3- أن يقسم العمل بين العاملين فهو أهم وسائل التفعيل والتدريب على المبادرة وتفجير الطاقات وعكسها المركزية.4- تنمية المواهب والملكات وتوزيع المهمات والتكاليف حسب المهارات الذاتية ما أمكن.5- أن صاحب النشاط والإنتاج والإندماج مع أحداث الدعوة اليومية تشفع له هفواته إذا ما زل ، فلكل مجتهد زلة، فما من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ولكن من الناس من ينبغي آلا تكر عيوبه.6- أن تغرس الفكرة في قلوب الشباب فحينما تملك عليه قلبه فإنها حينئذ سوف تحرك مكامن نفسه وتفجر طاقاتها.7- التحفيز على المبادرة والتشجيع عليها وفتح المجال للإبداع والتجديد وفق ضوابط وأطر عامة.8- التربية على المعنى الحقيقي للإيمان فالمؤمن الحق يصدق قلبه بالله ورسوله فيخشع ويخضع ويندفع ليحقق بسلوكة وعملة ما أستقر في قلبه فيكون لإيمانه أثر في دنياه.9- إعتقاد وجوبيه الدعوة و أنها من أولى الواجبات وأن التقاعس عن أدائها وعدم المبادرة لتحمل تبعاته قد يكون في بعض الأوقات تفريط بأمانة يسائل عنها الفرد أمام الله كل حسبه.10- إستشعار عظم أجر المبادرة فقد يكون أجر صاحبها مثل أجور كل من أتى بعده.11- أن التوفيق للمبادرة نعمه ربانية وليست صنيعه إنسانية يوفق لها من يحبه الله ويرضى عنه فهل كل مسلم كأبي بكر لا والله.12- تأكيد السنة والحقيقة الإلهية وهي أن الدين لا يقوم ولا ينتشر إلا بالجهد البشري وبالطاقات التي يبذلها أصحابه والمؤمنون به.13- الحب فحب الدعوة يلهب العاطفة الفطرية وكما قيل "والحب يورث شدة الولاء ويبعث إلى العمل والإجتهاد قربى إلى المحبوب وابتغاء لمرضاته"14- دوام التذكير بالغاية بين الأحباب فهي مما يساعد على بقاء الهمة.15- الإحتكاك ومجالسة ذوي الإبداعات ففي مجالستهم تحفيز وأيما تحفيز.16- جعل الدنيا في اليد وإبعادها عن القلب وتحقيق التوكل على الله في موضوع الرزق17- توزيع الأدوار وتنقل المسؤولية18- لا تنتظر المكافأة من أحد وتقبلها حين توجه إليك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق